تفيد الأنباء الواردة من محافظة دير الزور شرقي سوريا، إنشاء القوات الروسية جسرا متحركا فوق نهر الفرات، وذلك بغية تسهيل نقل معداتها العسكرية إلى المنطقة، بالتعاون مع قوات النظام السوري، في حين يرى مراقبون أن روسيا تسعى جاهدة لمد نفوذها في المنطقة الشرقية على حساب التواجد الأمريكي، مستغلة العديد من الأحداث الدائرة هناك.
يرى مراقبون أن روسيا تسعى للتمدد بشكل ملحوظ في المنطقة من أجل إيجاد موطئ قدم دائم لها هناك، مستغلة التطورات الميدانية والخلاف ما بين القبائل والعشائر العربية وبين ميليشيا “سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
كما أشار مراقبون إلى أن روسيا ربما تحاول التقرب من العشائر لدعمهم من أجل أن تكون بوابة لتدخلها في تلك المنطقة على حساب الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت مصادر ميدانية، أن المنطقة الشرقية باتت تشهد بشكل متكرر حوادث تصادم بين الدوريات الروسية والأمريكية، وآخرها كان اليوم في بلدة “القحطانية” الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي “القامشلي” و “المالكية” بريف الحسكة الشرقي، مشيرة إلى أن “دورية أمريكية بدأت بمطاردة دورية للشرطة الروسية في محيط بلدة المالكية شمال شرقي الحسكة”، دون تفاصيل أوفى عن هذا الاحتكاك.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي والعضو في تيار المستقبل الكردي “علي تمي” لمنصة SY24، إن “روسيا تحاول مراراً وتكراراً الزج بقواتها إلى شرق الفرات تحت أي مبرر كان، فبعد توقيع اتفاق النفط بين شركة أمريكية وقسد دقت روسيا ناقوس الخطر من خلال محاولتها البحث عن أداة لوقف هذا المشروع “.
وأضاف “تمي” أنه “أتوقع أن المنطقة متجهة نحو التصعيد، وروسيا ستحرض العشائر ضد قسد، والاحتكاك اليومي بين دوريات الروسية والأمريكية ما هي إلا بداية لصدام مباشر بينهما على النفط وخيرات شرق الفرات”.
أما الكاتب والمحلل السياسي “محمد علي صابوني” فقال لـ SY24، إنه “لم تُعرف الغاية الحقيقية بعد من عملية نصب جسر عسكري متحرك من قبل الروس ليصل بين ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور وبالتنسيق مع قوات النظام السوري، غير القليل المعلن وهو عبور الآليات الثقيلة “.
وأضاف أن “الثابت أنه لا روسيا ولا النظام السوري يمكنهما التحرك خارج نطاق الهامش الذي حددته الولايات المتحدة الأمريكية فهي المايسترو الذي يتحكم ببيادق الرقعة السورية، لكنها وكما اعتدنا على سياساتها في الآونة الأخيرة فقد انتقلت بعد تجاربها في أفغانستان والعراق من مرحلة التدخل الذاتي المباشر، إلى مرحلة الحرب بالوكالة عبر أطراف متعددة ومتناقضة مع منحها هامشاً للتحرك ضمنه شرط أن لا يتعارض والمصالح الأمريكية العميقة، وهذا هو سر السيطرة الأمريكية واستحواذها على أهم الخيوط التي تتحكم بتحريك الأطراف الفاعلة في الساحة السورية”.
وكان مراقبون أشاروا إلى المساعي الحثيثة التي تعمل عليها روسيا من خلال التقرب من العشائر العربية، وخاصة عقدها في الآونة الأخيرة اجتماعات خاصة مع عدد من رجال الدين المسيحيين في مطار القامشلي الذي بات يعتبر قاعدة عسكرية روسية، كما سبق ذلك عقدها اجتماعات مع عدد من وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة الأمر الذي اعتبره مراقبون أنها تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة الجزيرة العربية، سواء من بوابة العشائر أو من بوابة الطوائف المسيحية التي تقطن في تلك المنطقة.