من بقايا الركام والأنقاض ومن مخلفات أنابيب شبكات الصرف الصحي “البواري الإسمنتية”، حقق النازح من ريف حلب”عبد القادر عزيزة”، ليبني خيمة تعد بالنسبة له قصرا كبير.
الظروف الاقتصادية السيئة وقلة فرص العمل وانتشار البطالة، يضاف إليها عدم القدرة على تأمين إيجار المنزل نهاية كل شهر، كلها عوامل كانت كفيلة بدفعه للبحث عن مأوى يسكن به هو وأسرته.
إلا أن المأوى الذي قرر “عزيزة” بنائه، كان بعيدا عن تكاليف بناء البيوت الحديثة والمتطورة، وبعيدا عن النوافذ والأبواب، بل كانت المواد الأساسية هي “بواري” الصرف الصحي وبعض الأعمدة الحجرية من مخلفات الأنقاض المتناثرة على قارعة الطرقات والتي من غير الممكن أن تلفت الانتباه إليها.
وباشر “عزيزة” بجمع “بواري” الصرف الصحي وبدأ بنصبها ووضع عليها قطعة قماش كبيرة، ومن ثم كانت النتيجة التي أذهلت الجميع “خيمة” جاهزة للسكن”، تقع على سكة القطار القريبة من طريق بلدة حزانو.
يرى “عزيزة” في تلك الخيمة التي أعمدتها ليست من خشب وليست من أعمدة إسمنتية جاهزة، يرى فيها “قلعة حصينة” له ولأبنائه، قلعة تحميه من دفع الفواتير ومن عناء البحث عن منظمة تستجيب لندائه من أجل بناء مأوى يحميه من برد الشتاء وحرارة الصيف.
“عزيزة” يسكن الآن في الخيمة التي أساسها أنابيب الصرف الصحي، يشعر بالسعادة ولسان حاله، يقول: “لخيمة تخفق الأرواح فيها.. أحب إليّ من قصر منيف”.