كشفت تقارير إعلامية، قبل أيام، عن قيام ميليشيا “حزب الله” اللبنانية بسحب المئات من جنودها من سوريا، على وقع الضغوطات التي تتعرض لها على خلفية انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 190 شخصا على الأقل، إضافة إلى آلاف الجرحى.
وأفادت التقارير بأن “حزب الله بدأ خطة الانسحاب التدريجي من سوريا منذ أسابيع، وتحديداً من الجبهة الجنوبية والشرقية الجنوبية، حيث سحب أكثر من 2500 مقاتل وخبراء وقادة عسكريين”.
وذكرت أن مقاتلي “حزب الله” كانوا يعودون من سوريا بعد انتهاء خدمتهم التي تمتد لـ 20 يوماً تقريباً، ولكن كان يتم تبديلهم بآخرين، مشيرة إلى أن “هذا لم يتم منذ أسابيع، إذ إن من عادوا من سوريا لم يتم إرسال مقاتلين بدلاً منهم للحلول مكانهم في المراكز التابعة للحزب في سوريا”.
وعلمت منصة SY24 عبر مصادر لبنانية خاصة، أن “ما يجري على أرض الواقع مختلف تماما، ميليشيا حزب الله دفعت بتعزيزات إضافية من لبنان إلى سوريا، على عكس ما يروج له بهدف تخفيف حالة الغضب لدى اللبنانيين بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي يحمل قسم كبير من الشعب اللبناني مسؤوليته للميليشيا”.
وأكد مراسلنا في دير الزور، أن “ميليشيا حزب الله اللبنانية كان وجودها في دير الزور محدودا نوعا ما، وقبل شهر تقريبا دفعت بتعزيزات جديدة إلى ريف المحافظة الشرقي”.
وأشار إلى أن “ما يسمى بالحجاج اللبنانين الذي يتوافدون إلى دير الزور من أجل زيارة المقامات الدينية التي أقمتها إيران ضمن مناطق سيطرتها، كانوا في السابق يتنقلون بشكل مخفي، أما في الفترة الماضي فباتوا يتحركون ويتنقلون بشكل علني، ويرفعون رايات وشعارات طائفية على قوافلهم”.
أما في حمص، قالت مصادر خاصة لمنصة SY24، إن “ميليشيا حزب الله نقلت العشرات من عناصرها والعديد من آلياتها الثقيلة من مطار الـ T4 العسكري باتجاه جبال القلمون، وتمركزت في منطقة يبرود ومحيطها، وذلك عقب قصف جوي استهدف المطار بداية الشهر الجاري، حيث تم استهداف مبنى الإشارة الذي يتمركز فيه ضباط إيرانيين في القسم الشمالي من المطار”.
كما لم تشهد محافظة درعا وفقا لمراسلنا، أي انسحاب للميليشيات الإيرانية التابعة للحرس الثوري، حيث لا تزال ميليشيا “حزب الله” اللبنانية تتواجد في الثكنات العسكرية التي يديرها جيش النظام السوري شكليا.
وفي شهر مايو الماضي، تحدثت وسائل إعلام روسية عن بدء إيران بتقليص قواتها في سوريا والانسحاب من بعض القواعد العسكرية، وذلك عقب تأكيدات وزير الدفاع الإسرائيلي “نفتالي بينت” حول استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران في سوريا، لإجبارها على مغادرة سوريا.
وعقب ذلك، اعتبر زعيم ميليشيا “حزب الله” اللبنانية “حسن نصر الله”، أن التصريحات الإسرائيلية التي تحدثت عن انسحاب ميليشيات إيران من سوريا بسبب الضربات الجوية، ليست إلا “انتصارات واهمة”.
يشار إلى أن رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، العميد الدكتور “عبد الله الأسعد”، كشف في تصريحات خاصة لـ SY24، أن القصف الإسرائيلي على مواقع الميليشيات الإيرانية لم يؤثر على نشاطها في سوريا.