أعلنت مصادر إيرانية عن أن النظام السوري استورد سلعا غير نفطية من إيران بقيمة 56 مليون دولار، وذلك خلال العام 2020، فيما رأى مراقبون أن هذا الإعلان بمثابة رسائل موجهة للروس، إلا أن مهتمين بالشأن الاقتصادي قللوا من أهمية هكذا رسائل.
وذكر مدير الشؤون العربية والافريقية بمنظمة التنمية التجارية الإيرانية “فرزاد بيلتن”، أن “سوريا استوردت سلعا غير نفطية وبضائع بقيمة 56 مليون دولار، خلال الفترة الممتدة من آذار وحتى آب أغسطس 2020”.
وأضاف المصدر ذاته، أن هناك دول عربية أخرى استوردت من إيران خلال الفترة ذاتها، ومن بينها العراق والكويت وقطر والأردن والبحرين ولبنان والإمارات، في حين لم تسجل صادرات لليمن والسعودية.
وأشارت المصادر الإيرانية إلى أن أزمة كورونا، وانغلاق المعابر الحدودية بين إيران ودول الجوار وتوقف حركة التجارة على مستوى المنطقة والعالم أدى لانخفاض قيمة الصادرات، وأنه من المتوقع تعويض الانخفاض نسبيا مع إعادة فتح الحدود واستئناف التبادل التجاري حتى نهاية السنة المالية الجارية أي 20 مارس/آذار 2021.
وتعليقا على ذلك قال رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا، الدكتور “أسامة القاضي” لـSY24، إنه ” لا يوجد الكثير من السلع غير النفطية ممكن استيرادها من إيران ولا تنتجها سوريا، وهذا مايبرر الحجم المتواضع لاستيراد البضائع الإيرانية إلى سوريا، فضلا عن أنه لا يوجد لدى سوريا جالية إيرانية كبيرة كما هو الحال في الخليج تطلب سلعا خاصة بالمستهلك الإيراني، إضافة إلى أن السوق السورية تحتاج للسلع الأساسية للحياة بسبب ضعف قوتها الشرائية في بلد بات 90% منه تحت خط الفقر”.
وفي رد على سؤال فيما إذا كان هذا الإعلان بمثابة رسالة للروس خاصة بعد زيارتهم الأخيرة لدمشق أوضح “القاضي” أن “حجم التبادل مع سوريا قليل للغاية ينفع أن يستخدمه الروس لإرسال رسالة للنظام السوري أنه لا يعتمد على الإيرانيين سوى بخطوط الائتمان والنفط، وأن الدفع بحل سياسي سيعوضه عن حاجته لإيران من المال والنفط مع قدوم أموال إعادة الإعمار ولن يعود بحاجة لدعم النظام الإيراني”.
يشار إلى أن إيران بدأت تكثف من تحركاتها في سوريا عقب زيارة الروس لدمشق والتي وصفت بأنها “مفصلية”، كونها تركز على الجانب الاقتصادي وجانب الاستثمارات التي تسعى روسيا لإنجازها في سوريا، متجاهلة هي وحكومة النظام أي دور لإيران في سوريا.