تفيد الأنباء الواردة من العاصمة دمشق، عن توقف بعض الأفران عن توزيع مادة الخبز بسبب انعدام المحروقات اللازمة لتشغيلها، الأمر الذي تسبب بأزمة خبز خانقة في المدينة، في حين أثارت تصريحات المدير العام للمخابز التابع للنظام حول تلك الأزمة سخرية كثيرين.
وذكرت مصادر عدة أن “بعض أفران دمشق توقفت أمس عن العمل في دمشق، وسط مخاوفها من توقفها في ريف المدينة”، مرجعة السبب إلى “انعدام المحروقات”.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر تسبب بأزمة خانقة وسط انتظار المواطنين في طوابير طويلة للحصول على تلك المادة.
واعترفت حكومة النظام بأزمة الخبز وتوقف بعض الأفران، وذلك على لسان مدير عام المخابز “زياد هزاع”، والذي قال إن “أن نقص الخبز سببه الرئيسي أنه أصبح جزء أساسي من قوت الأخوة المواطنين بعد ارتفاع الأسعار فزاد الطلب على المادة إضافة إلى توقف بعض المخابز الذي أدى إلى ازدياد الازدحام غير أن وجود بعض الأعطال في بعض الأفران كان سببا آخر”.
وادعى “هزاع” أن الدقيق متوفر وأنه يتم توريد 5400 طن على مستوى سوريا، مشيرا إلى أن حاجة المواطن ربطتين فقط من الخبز ويُقدم له على البطاقة الذكية أربع ربطات، زاعما أن هناك جزء من المواطنين يقومون باستجرار المادة لبيعها خبز علفي.
كما أرجع “هزاع” سبب إغلاق بعض الأفران إلى “الانقطاعات الترددية في الكهرباء”، منذ حوالي 10 أيام والتي تسببت بأعطال في الآليات الموجودة بالأفران.
وأضاف “هزاع” نقلا عن مصادر إعلام موالية أنه ” ونتيجة لذلك قمنا بإغلاق بعض الأفران لإجراءات الصيانة، وتم نقل مخصصاتها إلى أفران أخرى، لاستمرار عملية الإنتاج، ما أدى إلى حدوث ازدحام على الأفران التي زاد الإقبال عليها نتيجة لصيانة بعض الأفران الأخرى”.
.
وأثارت تصريحات مدير المخابز في حكومة النظام سخرية المواطنين في مناطق سيطرة النظام وحتى الموالين أنفسهم، خاصة حديثه عن أن الخبز أصبح جزء أساسيا من طعام المواطن، متسائلين في الوقت ذاته وبشكل ساخر ردا على مدير المخابز بالقول “وهل كانت اللحمة أو الكيك هي من طعام المواطن الأساسي قبل الخبز؟”، وسخر آخرون بالقول “شر البلية ما يضحك”.
وكان مراسلنا في دمشق أكد قبل يومين أن مناطق سيطرة النظام في دمشق تعاني من أزمة محروقات خانقة، تلقي بظلالها بشكل سلبي على المواطنين.
وأضاف أن معاناة المواطنين لا تقتصر على الحصول على مادة المازوت فقط، بل تمتد إلى مادة الغاز أيضا، إذ قال مراسلنا إن “فقدان الغاز يضاف لمعاناة مادة المازوت، حيث تم سابقاً إغلاق المراكز المخصصة لتوزيع إسطوانات الغاز في دمشق وريفها بسبب عدم كفاية حاجة السكان”.
والأحد ، شكا موالون للنظام السوري في مدينتي اللاذقية والقرداحة، من سوء جودة رغيف الخبز، منددين في الوقت ذاته من صعوبة الحصول على ربطة الخبز من الأفران.
وحمّلت المصادر الموالية مسؤولية سوء رغيف الخبز في مناطق الساحل السوري لحكومة النظام والفساد المستشري فيها.
وتتصدر الطوابير البشرية في مناطق سيطرة النظام على أبواب الأفران وعلى أبواب محطات الوقود للحصول على مادة البنزين واجهة الأحداث في سوريا، في مشهد يدل على حجم الواقع الاقتصادي المتردي وحجم المأساة التي يعانيها المواطنون في مناطق سيطرة النظام.