شهدت محافظة درعا، اليوم الجمعة، عملية اغتيال جديدة أودت بحياة أحد الشبان، في مشهد بات يتكرر بشكل يومي، ما تسبب بنشر حالة من الرعب والخوف بين السكان.
وقال مراسلنا إن “مجهولين قاموا باغتيال الشاب علي محمد السعدي في مدينة طفس بريف درعا الغربي، حيث قُتل على الفور نتيجة استهدافه بالرصاص في ساحة الجامع العمري وسط المدينة”.
ووفقا لمصادر محلية فإن “الشاب علي ينحدر من قرية برقا بريف درعا الشمالي، لكنه يقيم في مدينة طفس منذ فترة طويلة”.
وليلة الخميس، نفذت العديد من عمليات الاغتيال، وطالت جميعها معارضين سابقين للنظام السوري في محافظة درعا، حيث أُصيب “مصطفى المسالمة” الملقب بـ (الكسم) بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مشفى درعا الوطني، جراء تعرضه لإطلاق نار أمام معبر درعا القديم في درعا البلد”، وأكد مراسلنا أن “مرافقه الشخصي قُتل خلال العملية”.
ويعمل “المسالمة” لصالح فرع الأمن العسكري منذ خضوعه لاتفاق التسوية الذي أبرم عام 2018 برعاية روسية، حيث كان قياديا عسكريا في فصائل المعارضة سابقا، وهو أحد المنشقين عن جيش النظام.
كما استهدف المدعو “أيسر الحريري” بعبوة ناسفة أثناء مروره من حي السبيل وسط مدينة درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح، ونقل إلى مشفى درعا الوطني ومن ثم تم تحويله إلى أحد مشافي دمشق، كون الانفجار تسبب ببتر أقدامه.
وذكر مراسلنا أن “الحريري يشرف على مجموعة عسكرية مؤلفة من 30 عنصرا، ويعمل لصالح الأمن العسكري منذ اتفاقية التسوية في درعا، والتي كان قبلها قياديا في المعارضة السورية”.
وقالت مصادر محلية لمنصة SY24، إن “عمليات الاغتيال التي تحدث يوميا في درعا، سببها اتفاقية التسويات التي أجرتها الأفرع الأمنية لعناصر داعش، إضافة إلى إطلاق معظم الموقوفين منهم من السجون”، مشيرة إلى أن “خلايا التنظيم كثفت من عملياتها في درعا، بعد مقتل راضي المسالمة المقاتل في تنظيم داعش سابقا، وذلك عقب محاولته اغتيال شخص يدعى زعمط الكراد، في مدينة درعا”.
وكان “المسالمة” أحد المنتمين لتنظيم داعش سابقا، ويتهم بارتكاب العديد من عمليات الاغتيال في درعا منذ اتفاقية التسوية في تموز عام 2018″.
يشار إلى أن النظام السوري قام مؤخرا بإجراء تسويات لقادة عسكريين ممن كانوا يتبعون لتنظيم “داعش” سابقا، وتمت عملية التسوية بوجود ممثل عن العميد غياث دلة وبعض ضباط مكتب أمن الفرقة الرابعة والقوّات الرديفة لها، وبحضور مندوب عن اللجنة الأمنية في الجنوب السوري.
وطالب الأشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم، وحسب مصادر خاصة، بإخراج معتقلين يتبعون لهم من أفرع النظام الأمنية، وكان رد ممثلي النظام واضحا، بأنه “مقابل كل عملية اغتيال وفوضى أمنية في الجنوب وخاصة في مدينة طفس والريف الغربي سنخرج لكم سجينا يهمكم أمره”.
وسبق أن كشفت منصة SY24 العام الماضي في تقرير لها، عن إطلاق سراح العشرات من عناصر وقادة “جيش خالد” الموالي لتنظيم داعش من سجون النظام السوري، عقب اعتقالهم في منطقة “حوض اليرموك” بدرعا عام 2018.
وتشهد محافظة درعا بشكل يومي، عمليات اغتيال تطال المدنيين والعسكريين في الفصائل سابقا، إضافة إلى قوات النظام وميليشياتها، وأكدت العديد من المصادر في درعا، أن الخلايا التابعة لتنظيم داعش تقف خلف معظم تلك العمليات.