أعلن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” عن تعيين مبعوث خاص له للتسوية في سوريا، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تأتي على خطى القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” وتعيين مبعوث خاص به في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام روسية، أن “لافروف” عيّن رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية “ألكسندر كينشاك” مبعوثاً خاصاً له “للتسوية” في سوريا.
وأشارت إلى أن “كينشاك” شغل منصب رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية منذ أواخر عام 2018، بعد عودته إلى موسكو من دمشق حيث كان سفيرا بين العامين 2014 و2018، وقبل ذلك كان يعمل في السفارة الروسية في بغداد، وفي 2008 – 2013 كان سفيرا في الكويت.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي “عمر حسون الهاشمي” لـSY24، إنه “لا يختلف مبعوث لافروف عن ممثل الرئاسة الروسية عن بعضهما فكلاهما يعملان من وجهة استعمارية بحتة”.
وأضاف أنه “قد يكون ممثل الرئاسة الروسية هو القائم الفعلي بأمور الدولة السورية التي لا يمتلك فيها رأس النظام إلا ربع سلطة في البلاد وبعد وجود هذا الممثل أصبح الخامسة حصرا”.
وتابع قائلا “أما مبعوث الخارجية الروسية فهو ما جاء إلى سوريا إلا ليكرس العمل الخارجي للنظام الذي أخرج روسيا في كثير من المواقف الدولية، فكان لا بد للروس أن يضعوا منهم هناك من يرسم خارطة العلاقات الخارجية للنظام السوري الذي لم يعد على لسان خارجيته إلا أنه الوحيد صاحب القرار والذي يرفض الروس ذلك”.
وأشار إلى أن “هذه الخطوة أتت بعد أن أرسل الروس العديد من الإعلاميين التابعيين لهم للتحاور مع رموز هذا النظام والحصول منهم على ماهية أهدافهم المقبلة ، وسيكون ممثل الخارجية الروسية هو القائم بأعمال وزير الخارجية أكثر من وزير النظام نفسه، فالروس ملوا من سخافات ومواقف النظام التي يصورها على أنها سيادية فعندهم ملفات أهم من النظام بكثير”.
وفي تموز الماضي، أصدر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قرارا يقضي بتعيين مبعوث خاص به في سوريا، حيث تم ترفيع السفير الحالي في سوريا “ألكسندر يفيموف”، ليصبح مبعوثا شخصيا له، ما دفع بنشطاء سوريين وشخصيات سياسية معارضة للتحذير من تبعات تلك الخطوات الروسية في قادمات الأيام.
ومؤخرا، أعلنت روسيا صراحة وضع يدها على المشاريع الاستثمارية والاقتصادية رغما عن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، وذلك عقب الزيارة التي أجراها وفد روسي إلى العاصمة دمشق برئاسة “سيرغي لافروف” والتي وصفها مراقبون أنها مفصلية، وأنها ترسخ لمرحلة مفصلية تنوي روسيا القيام بها في سوريا.