اعترف النظام السوري بأن جهاز “الإنتربول” الدولي حجب عنهم عددا من المزايا الخاصة ومنعهم من الدخول إلى قواعد بيانات خاصة بمنظومة الاتصال الدولية، مكذبا بذلك الادعاءات السابقة بأن علاقتهم بـ “الإنتربول” الدولي مميزة وتسير بشكل جيد.
جاء ذلك حسب ما كشف عنه مدير إدارة الأمن الجنائي التابع للنظام اللواء “ناصر ديب”، والذي أقرّ بأن الأمانة العامة لـ “الإنتربول” لا زالت تحجب عن سورية عدد من المزايا الخاصة بمنظومة الاتصال الدولية المتعلقة بالنشرات الدولية (خاصة الحمراء)، كما أنها تحجب الدخول المباشر لأي من قواعد المنظمة والاستفادة منها باستثناء الدخول للسيارات الدولية.
واعترف المسؤول الأمني في حكومة النظام أيضا بأن “الإنتربول” الدولي أوقف حساب المهندس المشرف والذي كان يمكّن النظام من الدخول إلى قواعد البيانات المذكورة.
وادعى المسؤول الأمني نفسه أن الأوضاع التي تمر بها البلاد قلصت ولو بشيء ضيق من التعاون، والسبب عائد لتوقف حركة الطيران التي حدت من إجراء الاستلام والتسليم للمواقيف، وأصبح الاستلام يعتمد على الترحيل عبر الحدود أو على متن الخطوط السورية للدول التي يصلها الطيران السوري.
وزعم أيضا أنه وعلى الرغم من ذلك بقي تعاون الإدارة مع منظمة “الإنتربول” سار بكل جدية في الإطار الجنائي من خلال التواصل اليومي في إرسال واستقبال البريد والتعميم عن الأشخاص المطلوبين لصالح النظام أو الأشخاص الأجانب الذين ارتكبوا جرائم تمس بمصلحة سورية، ومن خلال إصدار النشرات الدولية الحمراء لتعقب مرتكبي الجرائم الجنائية كالإرهاب والمخدرات والتزوير والسرقات وجرائم القتل والجرائم المالية.
وادعى أيضا أن هناك تعاون مستمر في إطار التعميم على السيارات المسروقة دولياً، وأنه يتم موافاتهم بنتيجتها الفورية.
وادعى أيضا المسؤول الأمني التابع للنظام أنه “تم التعميم على الآثار السورية وجوازات السفر التي سرقت، والتي يستخدمها بعض الأشخاص خارج القطر وفي دول الاغتراب، ويتم التعاون في ضبطها وإعادتها للقطر سواء للآثار أو لجوازات سفر”.
وفي تموز الماضي، ادعى النظام السوري أنهم على علاقة وثيقة بـ “الإنتربول” الدولي، وأن التعاون بينهما مميز ويسير بشكل جيد، مشيدا بالتعاون مع روسيا في هذا المجال.
وكان رئيس “هيئة القانونيين السوريين” المستشار القانوني “خالد شهاب الدين” قال لـ SY24، إنه “ما تحدث به مدير إدارة الأمن الجنائي بسوريا (ناصر ديب) مجرد أكاذيب، ولا يمكن تفسير الأمر سوى بأن مجرمين يريدون ملاحقة أشخاص مطلوبين وهذا الأمر غير منطقي، يضاف إلى ذلك أن (ديب) نفسه مطلوب على لائحة العقوبات وارتكب أعمال إرهابية”.
وأضاف “أتحداه أن يكون هناك تعاون مع الإنتربول الدولي، والتعاون فقط مع الحلفاء للنظام كروسيا والصين وإيران، وهناك تعاون لسليم المنشقين والسياسيين ومعارضي الرأي، لكن هذا لا يعمم على كافة الدول، و(ديب) يحاول إضفاء الشرعية على أنهم دولة قائمة ويسيطرون على المؤسسات وأن لهم شرعية دولية “.
وأكد أنه “إذا كان كلام (ديب) صحيحا فأتحداه أن يتجرأ على الخروج خارج سوريا، فأنا متأكد أنه سيتم اعتقاله كونه مدرج على لائحة المطلوبين”.