احتضنت ولاية إسطنبول التركية، معرضا توثيقيا نظمه الناشط السوري والمهتم بتوثيق أرشيف الثورة السورية “تامر تركماني”، والذي حمل اسم “سكان الذاكرة”.
وعرض “تركماني” في هذا المعرض، أسماء وصور مئات الأطفال الضحايا الذين سقطوا قتلى علي يد قوات النظام السوري بين عامي 2011 و2012، في السنوات الأولى من عمر الثورة السورية.
وضم المعرض لوحة بطول 70 مترا وثق عليها أسماء 4600 طفل من الضحايا، من بينهم 1200 طفل تم نشر صور لهم خلال هذه الفعالية التي لفتت أنظار وسائل الإعلام العربية والتركية.
وتعليقا على ذلك قال “تركماني” في تصريحات خاصة لـSY24، إن “هذه الفعالية موجهة للشارع التركي أكتر من الشارع السوري، لأنها بمثابة رسالة علينا أن نوجهها للعالم كي يشاهد ما فعله نظام الأسد بالشعب السوري”.
وأوضح أن “لفكرة من عرض شهداء 2011 و2012 ، هو أن هذه الفترة لم يكن هناك أي من الدول مشاركة إلى جانب النظام بقتل الشعب السوري، وكان يعتمد على ميليشياته الطائفية بالداخل السوري، ومن أجل ذلك كان لا بد من تسليط الضوء على أن كل ما تم ارتكابه من جرائم في تلك الفترة هي بسبب الأسد وميليشياته”.
وأضاف أن “المعرض كان يحتوي على 4600 اسم لأطفال فقط، من بينهم 1200 اسم يوجد لهم صور والباقي أسماء ضمن جداول لتوثيقهم وعدم وضعهم كأرقام، لأن الشهداء في الثورة السورية ليسوا أرقام، وهي الفكرة التي أردتها من خلال هذا المعرض أن نلغي فكرة الأرقام التي نراها في كل مكان عبر التلفزيون أو الصحف والمواقع”.
وأشار إلى أن “هؤلاء الأطفال لو كانوا على قيد الحياة كان سيكون لهم تأثيرا كبيرا في المجتمع، وكان سيكون لهم دور مهم في إعمار سوريا مستقبلا لأن عددهم كبير، ولكن الأسد قتلهم وحرمنا من وجودهم معنا”.
وفي رد على سؤال يتعلق بإقامة هذا المعرض في ولايات تركية أخرى أو حتى دول أخرى أكد “تركماني”، أنه “سيتم إطلاق المعرض بعدة أماكن داخل تركيا، وأنا أفكر بهذا الأمر وسيكون المعرض القادم بإذن الله في ولاية غازي عنتاب، وبعدها فورا سيتم تنظيم المعرض في الداخل السوري المحرر بعد مشاورة وتنسيق مع بعض الجهات بالداخل، كما أنه يوجد تنسيق مع عدد من الأشخاص لتنظيم المعرض في أوروبا”.
ولفت “تركماني” في سياق حديثه إلى أنه كان يخطط لهذه الفعالية منذ فترة طويلة، وكان من المفترض أن يتم عرض اللوحة التي تضم أسماء الضحايا الأطفال في أحد الشوارع وبمكان مهجور وتصويرها، وتوجيه رسالة للمجتمع التركي والغربي لإتاحة الفرصة لعرضها أمامهم.
وتابع قائلا: “كنت أريد إيصال رسالة بأنني لا أستطيع عرض هذه اللوحة بسبب عدم الحصول على تراخيص، لكن بالصدفة وقبل المعرض بـ 10 أيام أخبرت صديقي الشاعر (محمود الطويل) عن الفكرة، ومباشرة أخبرني أن صديقه الذي يملك كافيه (لالي كود) في منطقة زيتون بورنو، لا مانع لديه من عرض اللوحة وإقامة المعرض في صالة داخل هذا الكافيه”.
وأضاف “بالفعل تم الاتفاق على تقديم الصالة لأجل إقامة المعرض، ومن وقتها وأنا أعمل على الطباعة والتجهيزات اللازمة لكافة المجازر التي سيتم عرضها خلال تلك الفعالية”.
وأعرب “تركماني” عن سعادته بالانتشار والنجاح الذي حققه المعرض منذ لحظة انطلاقه، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من انتشار فيروس كورونا إلا أن الحضور كان كبيرا ومميزا، إضافة للتغطية الإعلامية الواسعة التي حظي بها المعرض، على حد وصفه.
يشار إلى أن “تركماني” وفي مطلع أيلول الماضي، أعلن في تصريح خاص لـSY24، عن أرشفة ما يزيد عن مليون و800 ألف فيديو خاص بالثورة في سوريا، إضافة لأرشفة وجمع آلاف الصور للشهداء، وآلاف المجلات والصحف الخاصة بالثورة، مؤكدا أن ما تم توثيقه وأرشفته ليس ملكا له وإنما ملك للشعب السوري الحر بأكمله.
وينحدر “تركماني” من مدينة حمص، ويعمل في مجال التصميم الدعائي والتصوير، قبل أن يترك تلك المهنة منذ العام 2014، ليتوجه إلى العمل في مجال توثيق شهداء الثورة السورية وأحداثها، ومن ثم الى أرشفة ملفات الثورة السورية منذ تاريخ اندلاعها وحتى يومنا هذا.