بات أهالي محافظة الحسكة يشتكون كثيراً من سوء نوعية الخبز، الذي يباع في الأفران الآلية، وقد توجه الكثير من الأهالي لشراء الخبز السياحي، أو خبز “التنور والصاج” بعد أن أصبح الخبز المدعوم (علفي) كما يصفونه، وذلك بسبب سوء نوعية الطحين فهو خليط بين دقيق القمح والشعير والذرة.
الظروف الصعبة التي مر بها رغيف الخبز في محافظة الحسكة، وانخفاض مستوى جودته، فرضت على الأهالي التوجه لشرائه من الأفران الخاصة، المنتشرة في جميع الأحياء في المدينة، والتي تبيع أنواعاً تقليدية عديدة، فقد بات الحنين بالعودة إليها، ظاهرة منتشرة بين أبناء محافظة القمح، بالإضافة لطعمها الأشهى وجودتها الأفضل.
وقد عمد الأهالي لتقديم مئات الشكاوى للإدارة الذاتية، ضد الأفران وأصحابها، طالبوا فيها بتحسين الطحين، وزيادة كمية الخميرة، لكي يصبح الخبز المنتج في الأفران الآلية صالحاً للأكل، لكن لم تجد شكواهم أي ردٍ أو تجاوبٍ من قِبل الأخيرة، فاليوم يكاد لا يخلو شارع من شوارع الحسكة، من فرنٍ صغير يبيع أصناف متنوعة من الخبز، مثل خبز التنور، خبز الكارا والخبز السميك وخبز الصاج والخبز السياحي.
“إسماعيل الهادي” صاحب أحد هذه الأفران، قال لـ SY24: إنّ “حركة الشراء في فرنه ولدى باقي الأفران جيدة بشكلٍ عام، وذلك لحاجة الناس للخبز يومياً، وبكميةٍ أكبر من تلك المقدمة في الأفران العامة”، ويعزو “الهادي” تزايد الإقبال لشراء الأهالي خبز التنور أو خبز الصاج من الأفران الخاصة، لسعر الرغيف الذي يتناسب مع ذوي الدخل المحدود حيث يتراوح سعره بين 15 و30 ل.س حسب كل نوع.
من جانبه قال “سالم الحلواني” أحد سكان محافظة الحسكة إنه يقصد صباحاً وبشكلٍ يومي، الفرن الخاص القريب على منزله، والذي يصنع خبز التنور ليشتري الخبز الطازج لعائلته، لأنهم يفضلونه على وجبة الفطور.
اما “سيلين يوسف” قالت لـ SY24: “أعجن وأخبز في بيتي على الصاج، فأنا وعائلتي لم نعد نأكل الخبز الذي تنتجه الأفران في المنطقة، لأنه أصبح معجوناً أغلب الأوقات بالحصى الناعمة، والتي تظهر تحت أضراسنا ونحن نأكل، وقد اعتدنا أيضاً على وجود العيدان، وبعض خيطان أكياس الخيش التي يوضع فيها الطحين، في أرغفة الخبز الآلي الذي نشتريه، ما جعلني أستبعد شراء هذا الخبز، حتى إن أعطوني إياه مجاناً، وإن استمر على هذا النحو فهو لا يصلح للاستهلاك البشري، فهو بهذا الشكل أقرب ما يكون للعلف الحيواني” على حد تعبيرها.
بدوره “حسان العبد لله” وهو أيضاً صاحب فرن قال: إنه يتعامل مع عدة مطاعم ويؤمن لهم طلبياتهم الخاصة، عدا عن كونه يبيع الخبز لأهالي الحي، مؤكداً أنه يهتم بجودة الخبز المقدم في فرنه، حتى يحافظ على ثقة زبائنه التي اكتسبها في الفترة الماضية.
يذكر أن محافظة الحسكة، أو كما يسمونها “محافظة القمح” عانت في الفترة الماضية من تراجع جودة رغيف الخبز، الذي يباع في الأفران العامة، مما أتاح الفرصة للأفران الصغيرة لتكون منافساً قوياً، فهي لا تحتاج لرأس مالٍ كبير، ولا يد عاملة كثيرة، وتبيع الخبز على مدار اليوم.