أعلنت طهران أن سوريا باتت من أفضل الأسواق التجارية بالنسبة لها، مشيرة إلى الإنجازات التي تم تحقيقها داخل سوريا واصفة بأنها “أشياء جيدة ورائعة”، فيما أكد معارضون إيرانيون أن المستفيد الأول والأخير من تلك الإنجازات التجارية هي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني فقط.
جاء ذلك على لسان العضو في ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، والسفير الإيراني السابق لدى العراق ” حسن دانايي فر “، والذي أشاد بدور التجار الإيرانيين في سوريا.
وقال “دانايي فر” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، إنه يعمل الآن على تنسيق الشؤون الاقتصادية لإيران والعراق وسوريا، مضيفا أنه نظراً لأهمية هذين السوقين في سوريا والعراق فقد تم إنشاء مجموعة من التنسيقات تتابع العلاقات الاقتصادية بين البلدين مع إيران.
وأضاف المسؤول الإيراني أنه يمكن أن تكون سوريا أيضا واحدة من أفضل الأسواق لتجارتنا، حيث ترتبط سوريا جغرافيا بالعديد من الأسواق، كاشفا أن من بين الأنشطة التي قام بها التجار الإيرانيون في سوريا هو افتتاح مبنى تجاري إيراني كبير في دمشق، وهذا النشاط كان من الأشياء الرائعة والجيدة التي تم إنجازها داخل سوريا.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـ SY24، إن “تصريح سفير إيران السابق في العراق حول تعزيز العلاقات التجارية مع سوريا، يذكرني بشعار خميني المعروف بأن (طريق القدس يمتد عبر الكربلاء)”.
وأضاف “أسد زادة”، أن “سبب التدخل الإيراني في سوريا وقبول هذه التكاليف الهائلة لم يكن إلا لأجل تحقيق أحلام امتداد نفوذهم إلى بغداد ثم دمشق ثم بيروت، وتصريحات سفير إيران السابق في العراق هو خير دليل على هذا القول”.
وأشار “أسد زادة” إلى أن “حكام إيران يحاولون تجاوز العقوبات الدولية من خلال تعزيز علاقاتهم وفتح أسواق جديدة في سوريا، وافتتاح المبنى التجاري الإيراني في دمشق هو خطوة بهذا الاتجاه”.
ورأى أن “التجار الإيرانيون الذين يشاركون هذه المشاريع عادة من أعضاء الحرس الثوري أو لديهم علاقات وطيدة مع الحرس، فالمستفيد التجاري والعسكري من فتح أسواق جديدة في سوريا هو الحرس الثوري فقط، ولم يستفد المواطن الإيراني من هذه العلاقات لا من قريب ولا من بعيد”.
يشار إلى أن إيران دشنت قبل أيام، مركز “إيرانيان” التجاري في دمشق، مؤلف من 12 طابقا على مساحة 4 آلاف متر مربع، يضم 24 شركة إيرانية، معلنة أنها تهدف من وراء هذا المركز التجاري إلى الوصول إلى مستوى تصديري بـ 1 مليار دولار قبل نهاية عام 2020.
ويدير المركز التجاري الإيراني الضخم، غرفة تجارة وزراعة إيران، وتم افتتاح المركز التجاري الإيراني الضخم على أرض المنطقة التجارية الحرة في دمشق.
ومؤخرا أعلنت طهران عن مساعيها لتعزيز ما أسمته “تجارة المقايضة” مع حكومة النظام السوري، وستشمل تلك المساعي البضائع الممنوعة من الاستيراد والتصدير، الأمر الذي رأى فيه معارضون إيرانيون أنها خطوة تريد من خلالها ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” تحصيل ديونها من رأس النظام “بشار الأسد”.
ومؤخرا، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران ورئيس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سابقا، اللواء “يحيى رحيم صفوي”، في 28 أيلول الماضي، أن التدخل الإيراني في سوريا لم يكن مجانيا، وأن روسيا تستفيد أكثر من إيران جراء تدخلها في سوريا ودعمها للنظام السوري، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إيران وقعت الكثير من العقود في سوريا.