ناشطة سوريّة تروي يوماً من أهوال الغوطة.. “لسنا بخير والعوض بسلامتكم”

Facebook
WhatsApp
Telegram
لسنا بخير والعوض بسلامتكم

متابعات – SY24

وصفت الناشطة السورية “نيفين حوتاري” المقيمة في الغوطة الشرقية بريف دمشق يوماً من أيام الغوطة، والذي أصبح المسلسل اليومي لمشاهد الدمار والموت، حيث كتبت على صفحتها: “متل يوم القيامة، ناس عم تركض وتصرخ، ناس بثياب البيت وناس حافية، سيارات معباية ناس سرعتها فوق المية، وأنا عم أصرخ ودور على يلي معي”.

وأضافت: “بالعادة هيك منشورات بتنتهى انو كنا عم نحلم وطلع كابوس، يا ريته كابوس، كنّا على الأقل صحينا وخلصنا، أيامنا أسوأ من الكوابيس، عم أركض وماسكة إيد بنتي وعيني على ابني، بنت عمرها خمس سنين عم تصرخ علينا وتقول: قولولهن ما يقتلونا.. قولولهن ما يقتلونا”.

وتابعت: “ما عندي جواب طمنها فيه، الطيارة واضحة تماما فوقنا، مع مروحية عم تدور ببطء وتقصف (بأمان) رغم أن طلقة مسدس كفيلة تنزلها من كتر مو قريبة، طلقات رصاص كانت ورانا، ما بعرف ليش، بس أكيد ما كانت رصاص اشتباكات ولا رصاص على الطيارة”.

ووصفت المشهد قائلةً: “ركضنا ساعة تايهين بالشوارع والبنت عم تعيد نفس الجملة: “قولولهن ما يقتلونا”، مايا عم تعمل حالها قوية، قالتلي ماما أنا ما بكيت مو؟ رغم أنها كانت عم تبكي.. بنفس اللحظة كانت عم تبكي ومو حاسة على حالها، عم تبكي وتسألني: “كيف تركتي ابني (لعبتها) بالقبو”؟ شنطتي الزهرية بدي ياها بحبها”.

وتابعت: “عم نركض وطمنها انو الله رح يبعتلنا ألعاب أحلى.. كنت مصرة إني طمنها رح اشتريلها أحلى وهي رح تنقي على كيفها، وهي على نفس الرأي: (بس أنا بحب ابني)، البنت يلي كانت عم تقول قولولهن ما يقتلونا.. بالليل بعد ما نامت، فاقت وقالت لأمها: (إذا عملتها على حالي سامحيني)، رغم انو كانت رايحة على التواليت، بس الله أعلم بأفكارها يلي كانت عم تدور براسها وخلتها أثناء ركضنا تطلب تواليت ولما وصلنا على قبو قريب طلبت مرة تانية وثالثة ورابعة ونامت وهي حاسة حالها لسا بدها”.

بالليل طلع صوت ولد صغير عم يصرخ وهو نايم، (استنوني.. امي استنيني.. أمانة لا تتركيني).

وأردفت نيفين قائلةً: “بالليل طلع صوت ولد صغير عم يصرخ وهو نايم، (استنوني.. امي استنيني.. أمانة لا تتركيني).

واختتمت نيفين حوتاري متسائلةً: “منين رح يجينا نوم إذا مشاهد النهار عم تلحق أطفالنا بنومها، إذا محشورين امم بغرفة صغيرة.. والليل ما هدي براميل وعنقودي، إذا ما بنعرف شوفي بالدنيا، معبر؟ تهجير؟ موت؟، وإذا الدقيقة يلي عم تمر بدون تحرك سريع ومضمون بيعني مجازر.. ورغم هيك صمت وتعتيم تعتيم تعتيم.

وفي نهاية منشورها قالت نيفين بالأحرف المتقطعة: ا ل غ و ط ة.. لسنا بخير.. العوض بسلامتكم!

مقالات ذات صلة