أعرب عدد من جرحى قوات النظام السوري عن صدمتهم من التكريم المقدم لهم من حكومة النظام، والذي كان عبارة عن رمي علب المياه وقطع البسكويت عليهم، بعد أن كانوا يعتقدون أن رأس النظام “بشار الأسد” وزوجته “أسماء” سيكونان على رأس الحاضرين لتكريمهم.
ونقلت صفحة “رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب لصف الضباط والأفراد – فرع حمص” الموالية للنظام على “الفيسبوك”، حسب ما رصدت منصة SY24، ما قالت إنه رسالة من زوجة أحد قتلى قوات النظام، وأنه يتم نقلها بالحرف الواحد.
وذكرت الصفحة الموالية للنظام، أن “مؤسسة العرين الإنسانية” والي تقدم رواتب شهرية لجرحى وأسر قتلى النظام، دعت إلى توجه هؤلاء الجرحى وأسر القتلى إلى ملعب الباسل بحي بابا عمرو داخل مدينة حمص، بحجة أنه سيتم تكريمهم من قبل النظام.
وأضافت الصفحة الموالية أنه تم نقل القادمين من أحياء حمص ومن أريافها بالباصات إلى ملعب الباسل، مشيرة إلى أن صور رأس النظام “بشار” وزوجته كانت تملأ الشوارع الواصلة إلى الملعب، وكانت قوات أمن النظام منتشرة بشكل كثيف وتفرض طوقا أمنيا على كامل المنطقة، مشيرة إلى أن الجميع اعتقد أن “بشار” وزوجته حاضرا في الملعب من أجل تكريمهم.
وتابعت الصفحة ذاتها، أن الصدمة كانت عند وصول إحدى السيارات وبدأت ترمي علب المياه وقطع البسكويت على الحاضرين، وكأنهم “بقر أو غنم” وفق ما نقلت عن زوجة أحد قتلى النظام التي كانت حاضرة وشاهدة على هذا التكريم.
وذكرت زوجة القتيل وفق ما نقلت عنها الصفحة، أن طيران النظام كان يحلق في سماء الملعب، وأن أحد المسؤولين غير المعروفين، حضر وبدأ يقرأ بعض العبارات المليئة بالأخطاء الإملائية.
إلا أن الصدمة الأكبر كانت حينما جاء موظف “مؤسسة العرين الإنسانية”، وقال بالحرف الواحد لجميع الحضور “شكرا لتلبيتكم تلك الدعوة لهذا الاجتماع، ونتمنى منكم الالتزام وأن تتفضلوا بالذهاب بهدوء”، واصفة تلك الصدمة بأنها “رهيبة جدا”.
وأضافت أن ما حصل لا يمكن نسيانه أبدا، من مشاهد الجرحى والنساء الكبيرات في السن، وأسر قتلى النظام الذين تركوا في الشوارع من دون أن يهتم أحد بهم، بل إنهم أصبحوا يترجون أصحاب الباصات من أجل إعادتهم إلى منازلهم.
وتابعت أن هذا المشهد لن تنساه في حياتها، وأن كل ما يطلبونه هو “العيش بكرامة داخل هذا البلد”، مشيرة إلى أن “هذه المهزلة بدأت عند الساعة 12 ظهرا وانتهت عند الساعة الـ 5 مساء”، متسائلة في ختام حديثها “هل هذه قيمة الجريح في بلدي؟ هل هذه قيمة الشهيد في بلدي؟”… وختمت بعبارة “كاسك يا وطن”.
وأثارت تلك الواقعة غضب كثير من الموالين للنظام، إذا قال أحدهم تعليقا على ما نقلته الصفحة الموالية للنظام قائلا “الله يرحم الشهداء ..هنن معتبرين أولادنا كلاب حراسه لكراسيهن ..الله لا يوفق الظالم”، وقال آخر “أصبح وطن الفاسدين .حسبي الله ونعم الوكيل”.
وتحدثت إحدى النساء عن تكريم مماثل حصل قبل 4 سنوات وقالت “حضرت المشهد ذاته في المدينة الرياضية في اللاذقية قبل 4 سنوات، وكان هناك تكريم لأسر القتلى، وكان التكريم عبارة عن تقديم حرام (بطانية) و كرتونة معلبات، كان يوما لا يمكن نسيانه، نحن هكذا مذلولين ببلد الشهداء”، وفقاً لها.
وحاول أحد الموالين الدفاع عن “مؤسسة العرين الإنسانية” وعن هذا التكريم قائلا “وقفة المحبة والوفاء لسيد الوطن في ملعب الباسل في حمص والتي أقامتها مؤسسة العرين الإنسانية، للأسف الشديد عدد من الأشخاص والصفحات يحاولون النيل من مؤسسة العرين، والتي قدمت خلال فترة قصيرة مرتبات شهرية لأسر القتلى والجرحى من القوات الرديفة والمدنيين على مساحة سورية، وقد فهم البعض أن هنالك تكريم أو لقاء مع سيد الوطن والجميع يتمنى ذلك، لكن المؤسسة لم تدع لتكريم فلماذا هذا الهجوم وهذا التجني على هذه المؤسسة الإنسانية، كل الشكر لمؤسسة العرين الخيرية، كل الشكر لسيد الوطن الدكتور بشار الأسد، كل الشكر لسيدة الياسمين”، على حد وصفه.
وفي أيار الماضي، أطلق أهالي عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان “صرخة وطن جريح”، مطالبة حكومة النظام الاعتراف بجرحاهم وقتلاهم ومنحهم الامتيازات والحقوق التي يحصل عليها الجندي في جيش النظام من ناحية الامتيازات والحقوق.
وكانت الحملة أطلقت وسط حالة الغضب من أهالي قتلى وجرحى ميليشيات “الدفاع الوطني” لعدم الاعتراف بهم أو منحهم الرواتب والمعونات الغذائية أو حتى بطاقة الشرف، وحرمانهم من أبسط حقوقهم واصفين تلك الميليشيا بأنها “قوات رديفة”، حسب ما تم نشره على منصة الحملة على “فيسبوك”.