قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن إسرائيل وراء الهجوم الذي أدى لاغتيال العالم الإيراني النووي “محسن فخري زاده” يوم أمس الجمعة في طهران.
ووصفت إيران العملية بـ “الإرهابية” وتوعد رئيس البلاد “حسن روحاني” بالرد قائلاً إن “اغتيال فخري زادة لن يبقى دون رد، وسيكون الرد الإيراني على الجريمة في الوقت المناسب”، بحسب تعبيره.
ونقلت وكالة “إيرنا” الإيرانية عن روحاني قوله: “مرة أخرى تلطخت أيادي الشر وعملاء الكيان الصهيوني بدماء أحد أبناء الثورة والوطن، والذي جعل الشعب الإيراني يغرق في حزن وألم شديدين بفقدان عالم مثابر من أبنائه”، على حد تعبيره.
أما وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” كتب تغريدة على تويتر قال فيها: “قتل الإرهابيون اليوم عالماً إيرانياً بارزاً؛ هذا الجبن مع دلائل جدية على الدور الإسرائيلي، يُظهر إثارة حرب يائسة للجناة”، وفقاً له.
وطرحت صحيفة “واشنطن إكزامينر” سيناريو تنفيذ العملية وتصوراً لمستقبل العلاقات بين أميركا وإيران، حيث رأت أنه “لن يتمكن الرئيس المنتخب جو بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي بسهولة، بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، لافتة إلى أن الميليشيات التابعة لإيران تنظر إلى نشاط الاستخبارات الإسرائيلية وتسييسه باعتباره امتدادا مترابطا مع السياسة الخارجية الأميركية”.
وتضيف الصحيفة أن الخلاف الدامي سيستمر بين أميركا وإيران، الذي ارتفعت وتيرته بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية في حرم مطار بغداد مطلع العام الجاري.
ولم تستبعد “واشنطن إكزامينر” انتقام إيران من المصالح الأميركية بشكل ما في السنة الأولى من رئاسة بايدن.
وترجح الصحيفة دعما استخباراتياً أميركيا على الأقل لهذه العملية، فتشير تغريدات ترمب على تويتر للتقارير والتحليلات المتعلقة بالهجوم إلى أن الولايات المتحدة قدمت بعض الدعم للعملية، وعلى أقل تقدير، يشير هذا إلى أنه تم إطلاع ترامب على مسؤولية إسرائيل.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأميركية لديها تقنية فريدة من نوعها تعمل بالأقمار الاصطناعية وأدوات مراقبة مستمرة أخرى كان من الممكن أن تستخدمها لتنبيه الإسرائيليين بقافلة فخري زاده أثناء تحركها بين نقاط المغادرة ونقاط الوصول المقصودة.
وسيكون هذا مفيداً بشكل خاص للإسرائيليين في موقع الهجوم، والذي كان على بعد حوالي 90 دقيقة خارج طهران، كما أن لدى وكالة الأمن القومي أيضا وسيلة فريدة لتعطيل اتصالات قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع.
ويؤكد التقرير الأميركي تزايد الوجود الاستخباري السري لإسرائيل على الأراضي الإيرانية. ولتحقيق النجاح من المحتمل أن يكون الموساد الإسرائيلي قد تسلل إلى إيران بوحدة العمليات الخاصة “كيدون”.
وربما اعتمد الموساد على شبكة من البيوت الآمنة وضباط العمليات والوكلاء الموثوق بهم بالفعل داخل إيران. ومن المعلوم من هجمات الموساد السابقة التي تحمل بصمات “أطلقوا النار وانطلقوا” أن إسرائيل لديها وجود استخباراتي على الأراضي الإيرانية.
ويعتقد مسؤولون وخبراء غربيون أن فخري زاده لعب دورا حيويا في جهود مشتبه بها قامت بها إيران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم.
وتنفي إيران أنها سعت في أي وقت من الأوقات لتطوير أسلحة نووية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”.
ولد محسن فخري زاده عام 1961، وكان ضابطا إيرانيًا في الحرس الثوري الإيراني وأستاذ فيزياء في جامعة “الإمام الحسين”، وكان يشغل منصب رئيسا لـ “منظمة البحث والابتكار” بوزارة الدفاع، بالعاصمة طهران.