سارعت إيران وعقب تولي “فيصل المقداد” منصبه كوزير لخارجية النظام السوري، إلى إرسال موفد خاص بها ليجتمع به بحجة تهنئته على هذا المنصب، في حين رأى مراقبون أن إيران وكالعادة تحاول فرض إملاءات على أي شخصية تتسلم منصبا هاما في حكومة النظام، من أجل ترويضها لخدمة مصالحها الشخصية.
وذكرت وسائل إعلام النظام أن سفير إيران في دمشق المدعو “جواد ترك آبادي”، عقد مع “المقداد” اجتماعا في مبنى وزارة الخارجية التابعة للنظام، وأن الجانبين بحثا آفاق العلاقات بين إيران وسوريا وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضافت أن السفير الإيراني أكد على أن طهران مستمرة في تعميق العلاقات والتعاون الاستراتيجي مع النظام السوري في مختلف المجالات، وبالشكل الذي يعزز قدرات شعبي البلدين على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجههما من خلال تبادل الخبرات والإمكانيات، والاتفاق أيضا على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين حول مختلف التطورات والأحداث.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـ SY24، إن “إيران لديها مصالح خاصة في سوريا، فهناك ممثل خاص لولي الفقيه إضافة إلى عناصر فيلق القدس الإرهابي الذين يصولون ويجولون في دمشق بدون أي محاسبة من قبل الأجهزة النظام الأمنية”.
وأضاف “لذا الهدف من اللقاء هو إعادة التأكيد على الأيدي المفتوحة التي تتمتع بها عناصر النظام الإيراني سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية والثقافية”.
وتابع أن “التحديات المشتركة التي ذكرها جواد ترك أبادي هي إشارة واضحة إلى الثورة السورية إضافة إلى العقوبات الأمريكية”.
وأشار إلى أن “فيصل المقداد لديه علاقات ممتازة مع جواد ظريف كما وشارك مراسم عزاء قاسم سليماني في السفارة الإيرانية عقب مقتله في بداية العام”.
وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، كانت إيران من أبرز المُعزين بموت وزير خارجية النظام السابق “وليد المعلم”، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات، حول شكل العلاقة التي كانت بين “المعلم”وطهران.
وفي أيلول الماضي، هنأت طهران وعبر سفيرها بدمشق المدعو “جواد ترك أبادي”، بنجاح ما تسمى انتخابات “مجلس الشعب”، مشيدا بالدور الذي يبذله وما زال رئيس برلمان النظام “حمودة صباغ” من خلال “تطوير العلاقات الهامة بين مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ومجلس الشعب السوري”.
وسارعت طهران نهاية شهر آب الماضي، لتهنئة النظام على إنجاز الانتخابات البرلمانية، معتبرة أن “هذه الانتخابات تطور مهم في سوريا”.
وفي 18 حزيران الماضي، كانت طهران من أوائل المهنئين لرئيس مجلس وزراء النظام المدعو “حسين عرنوس” على تسلمه منصبه الجديد، في حين أكد “عرنوس” عقب اتصال نائب الرئيس الإيراني “إسحاق جهانغيري” به، على استمرار العمل لتعزيز العلاقات السورية الإيرانية التي تمثل أنموذجا يحتذى في العلاقات الدولية، كما أعرب عن تقديره للموقف الإيراني الثابت لدعم سورية حكومة وشعباً في ظل ظروف الحصار والعقوبات، حسب وسائل إعلام إيرانية.