كشفت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، أن إيران والنظام السوري يجهزان ما أسمته “مصيدة” لروسيا، لافتة إلى أن زيارة وزير خارجية النظام “فيصل المقداد” الأخيرة إلى طهران جاءت في هذا الإطار.
وذكرت الصحيفة الروسية أن زيارة “المقداد” إلى إيران وهي أول رحلة له في هذا الوضع إلى خارج البلاد، أظهرت أولويات سياسة دمشق الخارجية، مضيفة أن “المقداد” تلقى وعدا من إيران باستمرار تقديم المساعدات اللازمة حتى اللحظة التي تعود فيها جميع الأراضي إلى سيطرتها، بما في ذلك مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ورأت الصحيفة الروسية أن كلام طهران عن الجولان ليس سوى لإثارة قلق الإسرائيليين، خاصة وأن هذه المنطقة السورية أصبحت في الأشهر الأخيرة، مصدرا لمشاكل للدولة اليهودية.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن زيارة المقداد لإيران أظهرت من هو في الواقع الحليف الأهم لحكومة النظام السوري، إضافة إلى ذلك، أظهر النظام السوري أنه يخطط للبقاء عنصرا مدمجا في “محور المقاومة” الإيراني في المستقبل.
وأضافت الصحيفة الروسية أنه “من غير المرجح أن تعيد إيران نفسها النظر في علاقاتها مع النظام السوري، وستفضل إيران، كما في السابق الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، بما في ذلك على الحدود الإسرائيلية.
وتعليقا على ذلك قال المختص بالشأن الروسي “عبد الفتاح أبو طاحون” لمنصة SY24، إنه “بعد القضاء على الثورة السورية المشاركون في ذلك يختلفون على المناصب والمواقع المواقف”.
ولفت إلى أن “الوعود الإيرانية للنظام بأنها ستعيد لها مرتفعات الجولان من إسرائيل ما هو إلا لدغدغة العواطف السورية لأن ذلك هو الموضوع الأهم في الوجدان السوري”.
وحول ما الذي يمكن فهمه من عبارة “المصيدة التي تعدها إيران والنظام لروسيا”، أوضح “أبو طاحون” أن “المصيدة هو للوجود الروسي في سوريا، خاصة وأن الوجود الروسي والإيراني يتزاحمان في الفضاء السوري وباتت روسيا منزعجة من التوغل الإيراني في سوريا، والمصيدة تعني محاولة لتقليص لوجود الروسي لصالح الوجود الإيراني، ولن تنجح إيران في ذلك”.
وفي 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وصل زيارة وزير خارجية النظام السوري “فيصل المقداد” إلى طهران، في أول زيارة له عقب توليه منصبه، في حين رأت مصادر إيرانية معارضة أن هذه الزيارة تأتي باستدعاء من إيران لتنسيق العلاقات بخصوص المرحلة القادمة.
وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سارعت إيران وعقب تولي “فيصل المقداد” منصبه كوزير لخارجية النظام السوري، إلى إرسال موفد خاص بها ليجتمع به بحجة تهنئته على هذا المنصب، في حين رأى مراقبون أن إيران وكالعادة تحاول فرض إملاءاتها على أي شخصية تتسلم منصبا هاما في حكومة النظام، من أجل ترويضها لخدمة مصالحها الشخصية.
يشار إلى أن إيران بدأت تكثف من تحركاتها في سوريا عقب زيارة الروس لدمشق، قبل عدة أشهر، كونها تركز على الجانب الاقتصادي وجانب الاستثمارات التي تسعى روسيا لإنجازها في سوريا، متجاهلة هي وحكومة النظام أي دور لإيران في سوريا.