استبعد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا سابقًا “جيمس جيفري”، عودة النظام السوري إلى منطقة إدلب شمال غرب سوريا، مؤكدا أن تركيا لن تسمح بذلك.
كلام “جيفري” جاء خلال لقاء صحفي مع جريدة “الشرق الأوسط”، تحدث فيه عن عدد من الملفات والقضايا المتعلقة بالشأن السوري ومنها ملف منطقة إدلب.
وقال “جيفري” إنه “لا أظن أن قوات النظام السوري ستعود إلى إدلب في أي وقت قريب، وذلك بسبب الجيش التركي الذي لديه حوالي 20 ألف جندي، وربما 30 ألفاً، هناك ولديه القدرة على منع النظام من الذهاب إلى إدلب”.
وأضاف “أنا متأكد من أن تركيا بدعم من أميركا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لن تسمح بذلك”.
وتحدث جيفري عن الدعم الذي قدمته واشنطن لتركيا في إدلب وقال “قدمنا الدعم الدبلوماسي، وتحدثنا مع الأتراك حول ذلك والدعم اللازم، كما أن الرئيس دونالد ترامب قال هذا بوضوح في سبتمبر/أيلول 2018، إضافة إلى الرسالة التي نقلها السفير ديفيد ساترفيلد إلى حلف الناتو لدعم تركيا في آذار/مارس 2019”.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي التركي “مهند حافظ أوغلو” لـ SY24، إن “تأكيد جيفري يأتي على ما تدل عليه الوقائع الميدانية، فإدلب هي القلعة الأخيرة لكل سوري لا يقبل بوجود النظام السوري حاكما لسوريا أولا، وثانيا لان التفاهمات الدولية متعددة الأطراف تقتضي بقاء الجيش الوطني والعديد من النقاط التركية في إدلب، والدعم الذي أشار اليه يؤكد أيضا عدم قبول المجتمع الدولي بأي وجود او عودة للنظام إلى إدلب”.
وأضاف أن “لمشكلة تكمن فقط في عدم اتخاذ قرار جاد وحقيقي من قبل المجتمع الدولي بإزالة النظام من سدة الحكم، هذا الوضع غير مريح لتركيا أمنياً، وعليه ستبقى أنقره تزيد من حشدها العسكري داخل وعلى الحدود السورية لأن الامتداد الحدودي الطويل في هذه المرحلة يشكل خطراً تتحسسه تركيا”.
وتطرق “جيفري” في حديثه إلى قوة النظام السوري من عدمها في هذه الفترة وقال إن النظام اليوم “أضعف اقتصادياً، انظر ما يحصل لقيمة الليرة السورية، انظر إلى الانقسام في النخبة الحاكمة، ووضع رامي مخلوف. أيضاً، فإن داعمي النظام روسيا وإيران وخصوصاً الأخيرة تحت ضغط العقوبات الأميركية، أيضاً، العقوبات الأميركية ستزداد تشدداً على النظام، فالنظام ضعيف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً”.
وأكد “جيفري” أن “العقوبات تضرب بالنظام وتعرقل قدرته على اتخاذ القرار والأعمال العسكرية، في المقابل، فإننا نحن قدمنا أكثر من 12 مليار دولار أميركي لدعم السوريين، ربما هناك بعض التأثير على السكان، لكن يجب ألا ننسى أن السبب الرئيسي لمعاناة السوريين هو قرار نظام الأسد والفساد والرشاوى، هذا ليس بسبب العقوبات”.
وعن الأسباب التي تقف وراء استمرار تعنت النظام السوري عدم تقديمه أي تنازلات سياسية قال جيفري إن “الأسد يفضل الاعتماد على روسيا وإيران، وطالما هناك هذا الدعم سيستمر في موقفه”.
وفيما يخص إيران وتواجد قواتها في سوريا قال “جيفري” إن “الهدف الأول لإيران كان الإبقاء على الأسد في السلطة، ثم قرر الإيرانيون التموضع في سوريا ضد إسرائيل وضد تركيا والدول العربية والنظام الإقليمي بقيادة أميركا، وأعتقد، أن الإسرائيليين نجحوا بمساعدة منا، بمنع إيران بإقامة وضع ثانٍ مثل (جنوب لبنان) في جنوب سوريا ومنع تهدد إسرائيل ودول أخرى بنظام صاروخي طويل المدى”.