سوريون قتلهم الحنين.. أحدهم ترك ألمانيا وعاد إلى دمشق لرعاية أمه المريضة فوجدته جثّة

Facebook
WhatsApp
Telegram

هوف بوست - SY24

تزداد الأدلة عن المعاملة السيئة لأعداد كبيرة لسوريين يعودون من أوروبا إلى بلادهم حسب تقارير لصحيفة “irishtimes” الأيرلندية، وشمل ذلك اعتقالات وتعذيب حتى الموت.

الصحيفة تناولت قصة رجل عاد إلى سوريا من ألمانيا لرعاية أمه المريضة، وبعد وقت قصير من عودته إلى منزله في دمشق كان آخر ما سمعته والدته عنه عندما اتصل هاتفياً ليقول إنه كان قريباً من الجزء التاريخي القديم من المدينة، الذي ظل تحت سيطرة الحكومة. وبعد ثمانية أشهر، تم العثور على جثة الرجل في شارع قريب، وفقاً لصديق. ولم تؤكد العائلة مَن المسؤول عن عملية القتل.

وقال سوري آخر من حماة -للصحيفة الأيرلندية- إن والده، وهو أكبر من السن المطلوب للجيش، قد تم احتجازه لعدة ساعات في مطار دمشق بعد عودته من السويد. وتمت مصادرة جواز سفره كي لا يستطيع مغادرة سوريا مرة أخرى. وقال ابنه إن “كل شخص غادر سوريا بطريقة غير شرعية سيتم أخذه للاستجواب السياسي، وأي أحد يقول غير هذا فهو كاذب. لقد قبضوا على ابيه لأنه لم يكن لديه ختم خروج على جواز سفره. واستجوبوه عن علاقته “بالدول المعادية”، كيف خرج من سوريا، مَن هربه، ومن كان يسيطر على شمال البلد عندما عبر خلاله. وتكمن الأب – الذي مازال تحت التحقيق – من الهروب إلى تركيا مرة أخرى. وقال ابنه “إنه لن يعود إلى سوريا أبداً”

أربعة عائدين على الأقل قد قُتلوا

وظهرت المزيد من التقارير حول اعتقال وتعذيب اللاجئين الذين يعودون إلى سوريا التي تسيطر عليها حكومة النظام، بعد تحقيق أجرته الصحيفة الأيرلندية حول الهجرة العكسية من قبل اللاجئين الذين يغادرون أوروبا.

وفي ديسمبر/كانون الأول، كشفت صحيفة “آيريش تايمز”، أن عدداً متزايداً من اللاجئين السوريين عادوا إلى ديارهم من دول تشمل ألمانيا والسويد والدنمارك، لأسباب منها رفض طلبات جمع شمل الأسر، ومشكلات التعامل في البلدان المضيفة لهم.

وتوفر الحكومة الألمانية وغيرها من الحكومات الأوروبية مراكز استشارات للعودة عن إجراءات اللجوء،

ومنذ ذلك الحين، تلقَّت الصحيفة الأيرلندية معلومات تفيد بأن أربعة عائدين على الأقل قد قُتلوا.

وفي تقرير سابق نقلت الصحيفة قصة شاب في الثلاثينات من عمره كان يعيش كلاجئ في ألمانيا لثلاث سنوات وعاد لدمشق من برلين في رحلة طويلة لكنه احتجز في مكتب الهجرة بمطار دمشق فور وصوله، ومنه اقتيد لسجن سري لمدة شهر وتعرض للتعذيب للإدلاء بمعلومات عن قادة المعارضة السورية في أوروبا، ثم أرسل للخدمة العسكرية في مناطق خطيرة وأصيب في أحد المعارك وبالكاد يستطيع أن يمشي حالياً

وتحدثت الصحيفة إلى محامٍ مقيم في دمشق يتابع شهادات وفاة صدرت للسجناء الذين يموتون في السجون العسكرية.

وقال المحامي -الذي لا يمكن ذكر اسمه لأنه يخشى على سلامته الشخصية- إنه تلقَّى شهادات وفاة لثلاثة شبان كانوا قد عادوا مؤخراً من أوروبا، حيث كانوا يعيشون كلاجئين.

عاد أحدهم إلى دمشق، واثنان إلى مناطق يسيطر عليها النظام في حماة، وهي منطقة في غربي سوريا.

وكانت الصحيفة نفسها قامت بدراسة استقصائية عبر ثلاث قارات ولمدة أربعة أشهر وقابلت عشرات اللاجئين السوريين في ألمانيا وبريطانيا وإيرلندا وتركيا والسودان ممن يرغبون في العودة إلى بلادهم، ووجدت أن أسباب العودة شخصية جداً كالإشتياق للأهل أو عدم التأقلم مع المجتمع الجديد.

وتسبب الجنرال العسكري عصام زهرالدين، قبل وفاته بشهر بانفجار لغم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بضجة كبيرة عندما قال إن اللاجئين لن يرجعوا إلى بلادهم:.

وفاة في السجون

تم القبض على الرجال الثلاثة بعد أقل من ثلاثة أشهر من عودتهم، وماتوا في سجن عسكري بعد شهرين إلى أربعة أشهر. تم إدراج سبب الوفاة في كل حالة في الوثائق الرسمية على أنها “مشكلة قلبية”.

وقد أفادت منظمات حقوق الإنسان سابقاً بأن تفسيرات مثل “نوبة قلبية” و”مشكلات تنفسية” تُعطى بانتظام للمحتجزين العسكريين السوريين الذين يموتون نتيجة سوء المعاملة والتعذيب.

مقالات ذات صلة