تحاول روسيا ومنذ بداية تدخلها في الحرب بجانب النظام السوري ضد قوات المعارضة السورية أن تخلق موضع قدم لها في النقاط والمواقع الحيوية التي تستطيع من خلالها أن تحصل على أكبر مكاسب مادية واستراتيجية في المنطقة.
واستطاعت القوات الروسية أن تدخل إلى مطار دير الزور العسكري برفقة قوات النظام والميليشيات التي تدعمها، وذلك بعد انحسار تنظيم “داعش” عنه في أيلول من عام 2017.
حيث عمدت على إنشاء قاعدة عسكرية في المطار على غرار القاعدة العسكرية التي أنشأتها القوات الأمريكية في حقل “كونيكو للغاز” في شرق الفرات الذي تسيطر عليه قوات “قسد”.
واستطاع مراسل منصة SY24 الحصول على معلومات خاصة من داخل مطار دير الزور العسكري الذي تسيطر عليه القوات الروسية والميليشيات التابعة لها بشكل كامل.
وتحدث مراسلنا عن وجود عناصر يتبعون للقوات الروسية عند البوابة الرئيسية للمطار ولا يستطيع أحد الدخول دون الحصول على موافقة منهم.
وأشار المراسل إلى تواجد عناصر حراسة هم من ميليشيا لواء القدس الموالية لروسيا، بالإضافة إلى وجود عناصر من الجيش الروسي برفقة مترجمين متمركزين داخل غرفة مسبقة الصنع عند البوابة الرئيسية للمطار.
وأضاف أنه “بعد الدخول من البوابة الرئيسية للمطار وبعد الحصول على تصريح أولي للدخول، هناك نقطة عسكرية أخرى يتواجد فيها عناصر من الشرطة العسكرية الروسية ومترجم عند مكاتب المطار المدنية”.
وتابع قائلاً: “بعد الوصول إلى هذه المكاتب يجب الحصول على تصريح من الضابط الروسي المسؤول هناك قبل الدخول، حيث يقوم بإعطاء ايعازات للمترجم الذي يعمل معه”.
ويوجد داخل مطار دير الزور العسكري عناصر من جيش النظام وعناصر من ميليشيا لواء القدس وميليشيا الفيلق الخامس الموالية لروسيا، بالإضافة إلى عدد كبير من القوات الروسية المختلفة.
وتنتشر الشرطة العسكرية الروسية داخل مطار الزور العسكري وتنحصر مهمتها على تسيير دوريات عند أطراف المطار وداخل المدينة، وتتألف من عناصر روسية وبعض العناصر الشيشانية الذين يتكلم بعضهم اللغة العربية.
في حين يعمل عناصر الجيش الروسي على تأمين حراسة المطار برفقة الميليشيات الموالية لها، حيث تنتشر هذه القوات عند مداخل المطار الرئيسية بالإضافة إلى بعض النقاط العسكرية عند “جبال ثردة” المحاذية للمطار من الجهة الجنوبية.
وأشار مراسلنا إلى تواجد عدد من الفنيين الروس والذين يعملون على صيانة العتاد والآليات العسكرية للقوات الروسية فقط، بالإضافة إلى بعض المستشارين المدنيين الذين لا يخرجون خارج المطار أبدا.
بينما تتمركز القوات الخاصة الروسية في داخل المطار حيث تتركز مهمتهم على الأعمال القتالية والتدريبات العسكرية التي يقدمونها للمنتسبين الجدد ضمن صفوف الميليشيات الموالية لها.
وتعمل القوات الروسية على جلب الإمدادات العسكرية من مقاتلين وعتاد عسكري وذخيرة عبر طائرات الشحن الروسية (اليوشن) التي تحط في المطار مرة او مرتين كل شهر، بينما يتم تبديل نوبات الحراسة يوميا داخل المطار.
والجدير بالذكر أن القوات الروسية استطاعت بالتعاون مع قوات النظام السوري فك حصار تنظيم داعش عن مطار دير الزور العسكري، والذي استمر قرابة ثلاث سنوات لم يتمكن خلالها من الدخول إليه رغم العمليات الانتحارية الكثيرة التي نفذها عناصر التنظيم على تخوم المطار.