شهدت عدة قرى وبلدات في ريف دير الزور احتجاجات شعبية رافضة لسياسة التجنيد الإجباري التي أعلنتها “قسد” في بداية كانون الأول من العام الماضي.
حيث انطلقت مظاهرات شعبية في بلدة “الزغير” الواقعة في ريف دير الزور الغربي، عمد خلالها المتظاهرون على رفع شعارات طالبت بإخراج “قسد” من المنطقة، في حين قام بعض الشبان بإحراق الإطارات البلاستيكية وقطع الطرقات بها.
وتحدثت مصادر محلية من داخل القرية عن قيام عناصر الشرطة العسكرية التابعة لـ “قسد” بإطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين بغية تفريقهم، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وتأتي هذه التظاهرات بعد قيام “قسد” باعتقال عدد من موظفي مجلس دير الزور المدني أثناء مرورهم بحواجزها واقتادتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري.
في حين عمدت قوات “قسد” على إقامة حواجز عسكرية على الطرقات الرئيسية بغية اعتقال الشبان لسوقهم للتجنيد الإجباري، وخصوصا مع ارتفاع حدة التوتر في منطقة “عين عيسى” مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وأشار ياسر وهو أحد أبناء القرية، إلى أن القرار الذي يشمل موظفي المجلس المدني بشكل عام وأعضاء القطاع التعليمي بشكل خاص يأتي ضمن “سياسة قسد في التضييق على أبناء المنطقة” على حد تعبيره.
وقال ياسر في حديث خاص مع منصة SY24: “رفضنا هذه السياسة سابقا ومازلنا نرفضها، ولن نذهب إلى القتال في حرب لا تعنينا بشيء”.
وأضاف أن “أغلب المطلوبين للخدمة الإجبارية هم من موظفي القطاع التعليمي وإن خيرنا بين التجنيد أو الاستقالة فأعتقد أن الجميع سيقدم استقالته”.
ويشار إلى أن “مكتب واجب الدفاع الذاتي” التابع لـ “قسد” عمد على توزيع قوائم تضم أسماء العاملين في القطاع التعليمي، حيث طالبهم بالالتحاق بالخدمة الإجبارية مهددا إياهم بالفصل.
وفي السياق قامت الشرطة العسكرية التابعة لـ “قسد” باعتقال عدد من موظفي “مجلس دير الزور المدني”، وذلك أثناء مرورهم من حاجز 7كم عند دوار المعامل شمال مدينة دير الزور واقتادتهم إلى مراكز التجنيد الإجباري.
ويشار إلى أن الرئيس الجديد لـ “مكتب الدفاع الذاتي المشترك” محمد جبر الشعيطي، أمر بالتشديد الأمني على الحواجز بغية سوق المطلوبين إلى الخدمة الإجبارية.
هذا وتشهد مناطق سيطرة “قسد” حملات شبه يومية، طالت عددا كبيرا من الشباب بغرض سوقهم إلى الخدمة الإجبارية في عدد من قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي والغربي.
في حين عمدت قوات “قسد” سابقا على اعتقال عدد من رعاة الأغنام في بادية “الصور” في الريف الشمالي لدير الزور، وتم سوقهم إلى مراكز التجنيد الإجباري في محافظة الحسكة.
بينما فرضت الشرطة العسكرية طوقا أمنيا في محيط مدينة “الشدادي” جنوب الحسكة، وشنت حملة مداهمات للمنازل والأسواق، اعتقلت من خلالها عددا من الشبان.
الجدير بالذكر أن قوات “قسد” تعتمد على تجنيد الشبان والشابات في مناطق سيطرتها في شرق الفرات، وذلك بغرض زجهم في المعارك التي تخوضها ضد فصائل المعارضة السورية، وضد خلايا تنظيم داعش في المنطقة.