أكدت “نادين ساندرز” الصحفية المختصة بالشؤون الأمريكية والشرق أوسطية، أن مقتل “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس” الإيرانية، كان له الأثر الكبير في تراجع العمليات العسكرية المدعومة من هذه الميليشيات في سوريا.
كلام “ساندرز” في تصريح خاص لمنصة SY24، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل “سليماني” بغارة جوية أمريكية في العراق، في 3 كانون الثاني/يناير 2020.
وقالت “ساندرز” إن “اغتيال قاسم سليماني قلّص من قدرات إيران فعلياً وعسكرياً، حيث أن خسارة أحد أهم القادة له تأثير كبير، وخصوصا أنه الرأس المخطط تقريبا لكل التدخلات في المنطقة العربية والمنفذ أيضا، ولاسيما أن مقتله ترافق مع عقوبات اقتصادية على النظام السوري وعلى حزب الله، مما جعل الأثر الاقتصادي على السوريين واللبنانين ذو وقعٍ ملموسٍ أكثر من أي شيء آخر وأكثر من أي وقت مضى”.
وأضافت أنه “يلاحظ منذ مقتل سليماني، اختفاء العمليات العسكرية السورية المدعومة بعمل الميليشيات الإيرانية تحديداً، أو على الأقل قلّت كثيرا”.
وتابعت أنه “وعلى صعيد آخر فإن حزب الله يراجع حساباته كثيرا قبل القيام بأي خطوة، حتى على مستوى التصريحات، وتواتر تقارير كثيرة عن اختبائه خوفا من اغتياله، كل هذا أضعف الجناح العسكري لإيران في سورية من الناحية العملية أي كعمليات عسكرية”.
ورأت “ساندرز” أن “علاقة النظام السوري طويلة الأمد بالنظام الإيراني، وتمكينه للإيرانيين من انشاء المشاريع وامتلاك عقارات وأراض ومنشآت كثيرة في سورية، تجعل تراجع الوجود الإيراني في سوريا صعبا ديمغرافيا، وإلى حد ما سياسيا أيضا، ولكن (وهو المهم) مع انتقال السلطة من ترامب إلى بايدن، وإمكانية عودة الإدارة الأمريكية إلى اتفاق مشروط ومختلف مع ايران، فيحتمل الأمر عدة احتمالات”.
وأضافت أن من بين تلك الاحتمالات “أن تقوم إيران بالتهدئة بالاتفاق مع الروس والنزول عند رغبتهم بالتراجع النسبي في سوريا لتوسيع النفوذ الروسي والتفرد به، بشكل مجمل تقريباً، وذلك لعدم إغضاب الأمريكان الذين سيرغبون بإنهاء الحرب في سورية التي استغرقت عشر سنوات بأي طريقة”.
ورأت أنه “من المحتمل أن يكون انسحاب إيران من سوريا ولبنان والعراق أحد شروط الاتفاق، بالإضافة إلى الشروط الأساسية المتعلقة بالموضوع النووي، وهذا الشرط قد تضعه إدارة بايدن لتأمين نوع من الاستقرار للمنطقة العربية، وأيضا لإرضاء الحلفاء الإماراتيين والخليجيين وقبلهما الإسرائيليين”.
يشار إلى أنه وعقب مقتل سليماني بغارة جوية أمريكية في العراق، في 3 كانون الثاني/يناير 2020، أ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الـ”بنتاغون”، أن الرئيس دونالد ترامب، هو من أصدر تعليمات بتنفيذ عملية اغتيال “سليماني”.
وذكرت الوزارة الأمريكية في بيان، أن “سليماني وفيلق القدس، مسؤولان عن مقتل مئات الجنود الأمريكيين، وأنه كان يخطط بشكل فعال لتنفيذ هجمات ضد الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين بالعراق، ودول المنطقة”.