دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الخوف التي يعيشها الأهالي في مدينة دير الزور، إلى اللجوء لتزويج بناتهم من عناصر الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والتي دخلت إلى المدينة برفقة قوات النظام السوري بعد انسحاب تنظيم داعش منها في أواخر عام 2017.
بالإضافة إلى قيام عناصر الميليشيات العراقية الطائفية باستغلال صلات القرابة العشائرية التي تربطهم ببعض العائلات في دير الزور وريفها وذلك من أجل الزواج من بناتهم.
وأشار مراسل منصة SY24 في دير الزور إلى أن عمليات الزواج لم تقتصر على المقاتلين العراقيين في صفوف الميليشيات فقط، بل تعداها إلى الزواج من عراقيين شيعة عن طريق سماسرة محليين.
وقال المراسل إن “هولاء السماسرة هم بالأصل عناصر سوريين ينتمون للميليشيات العراقية والإيرانية المتواجدة في دير الزور، ويحصلون على مبالغ مالية مقابل تزويج معارفهم لأشخاص عراقيين”.
وأضاف أن “بعض هؤلاء العراقيين يعيشون في دير الزور ولكن الغالبية ينقلون إقامتهم للعراق مصطحبين معهم زوجاتهم إلى هناك”.
وأشارت “شهد” وهي فتاة سورية متزوجة من شخص عراقي، إلى “قيام أحد أقاربها وهو عنصر في ميليشيا فاطميون، بإحضار رجل عراقي إلى منزلهم بغية تزويجه منها”.
وقالت في حديث خاص مع منصة SY24، إن “الرجل قام بتقديم مبلغ مالي كبير لوالدي، بالإضافة إلى تقديم وعود بأننا سوف نقيم في دمشق ولن نذهب إلى العراق”.
وأضافت: “انتقلنا إلى البصرة في العراق بعد شهر واحد من زواجنا، بحجة تثبيت عقد الزواج هناك، وأنا الآن أقيم مع زوجته الأولى وأولاده، وعندما أحاول إقناعه بالعودة إلى سوريا يرفض أن يسمعني”.
في حين أشارت مصادر محلية إلى أن أهم الأسباب التي تدفع الفتيات للقبول بمثل هذه الزيجات هي الفقر، بالإضافة إلى الخوف من الانتقام منهم في حال رفضوا ذلك.
بدوره ذكر المحامي السوري ياسين هلال “مدير مركز الهلال للتحكيم في الشمال السوري”، أن “الميليشات الشيعية بدأت على العمل بنشر المذهب الشيعي بين السكان، وذلك منذ لحظة دخولها إلى مدينة دير الزور”.
وقال الأستاذ “ياسين” لمنصة SY24، إن “الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة دفعت البعض إلى تزويج بناتهن لعناصر هذه الميليشيات الأجنبية”.
وأكد أن “من بقي في دير الزور الآن هم الأشخاص الأكثر فقرا بعد قيام من يمتلك بعض المال بالهرب من المدينة خوفا على نفسه وعلى عائلته من هذه الميليشيات”.
ونوه “هلال” إلى أن “الأطفال الذي يولدون من أب شيعي وأم سنية سيواجهون مشاكل كبيرة في المستقبل، وذلك بسبب اختلاف المعتقد الديني بالإضافة إلى الإشكالات المتعلقة بالتربية والقيم الاجتماعية والأخلاقية”.
يشار إلى أن ظاهرة الزواج من العناصر الأجنبية بدأت بالظهور بعد دخول تنظيم داعش إلى مدينة دير الزور في منتصف 2014 وقيام عناصر التنظيم بالزواج من فتيات محليات.
حيث عمد التنظيم على تقديم مغريات مالية لعائلات الفتيات بغية تزويجهن من عناصرها الأجانب، مع امتناع بعض العائلات عن تزويجهم بسبب عدم معرفتهم بأسمائهم وأصولهم.
واستغل التنظيم سابقا حالة الفقر التي سادت المجتمع في تلك الفترة من أجل الزواج من الفتيات السوريات، بالإضافة إلى قيام بعض العناصر بتهديد من يرفض تزويج بناته للعناصر الاجنبية بالسجن أو القتل.
بينما عمد بعض عناصر داعش المحليين على إجبار بناتهن على الزواج من عناصر التنظيم الأجانب من أجل الحصول على مكاسب مادية، بالإضافة إلى الترقية في مناصبهم الإدارية والعسكرية داخل صفوف التنظيم.