بات مشهد الطوابير التي تقف أمام محطة سادكوب في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة نظام الأسد أمرا مألوفا، وذلك بعد عودة أزمة الوقود إلى الواجهة من جديد.
حيث شهدت المحطة الوحيدة التي تقوم بتوزيع مادة البنزين على المواطنين ازدحاما كبيرا، بعد تقليل حصة المدينة من المحروقات بحسب وسائل إعلام النظام المحلية.
حيث ذكرت هذه الوسائل أن وزارة النفط التابعة للنظام قامت بتقليل كميات البنزين الموزع على المدينة بنسبة 17%، فيما انخفضت نسبة توزيع مادة المازوت إلى 24%.
وعزت حكومة النظام عمليات تخفيض كمية المحروقات الموزعة على المحافظة إلى تأخر وصول التوريدات من المشتقات النفطية، وكذلك إعلانها أنها “تقوم بإدارة المخزون الحالي للمشتقات النفطية بشكل جيد” بحسب ووزارة النفط في حكومة النظام.
وتشهد محطة سادكوب في مدينة دير الزور انتشارا كثيفا لعناصر الأمن الجنائي التابع لحكومة النظام، والذي تم تكليفه بتنظيم الدور على هذه المحطة، مما سبب أزمة أخرى لدى المواطن تضاف إلى أزمة البنزين.
حيث قام عناصر الأمن الجنائي بإدخال السيارات التابعة للميليشيات المحلية إلى الكازية بشكل مباشر دون انتظارها على الدور، في حين عمد عناصر الفرع على تلقي مبلغ 5000 ليرة سورية مقابل إدخال سيارات مدنية إلى المحطة بشكل مباشر.
وتحدثت مصادر محلية عن ازدياد حالة الاحتقان لدى المواطنين جراء الإجراءات التي تتبعها حكومة النظام في المدينة، وكذلك ارتفاع معدلات الرشوة والمحسوبية على حساب المواطن العادي.
وأشار “أحمد” وهو أحد أبناء مدينة دير الزور، إلى أن “الوقوف أمام الكازية أصبح أمرا متعبا له وخصوصا أنه يضطر إلى ترك عمله يومين متتاليين وذلك من أجل حصوله على كمية قليلة من البنزين” على حد تعبيره.
وقال المواطن في حديث خاص مع منصة SY24، إن “الطوابير أصبحت جزء لايتجزأ من حياة المواطن في المدينة ولا أعتقد أننا سننتهي من هذه المشكلة في المستقبل القريب”.
وأضاف: “نحن ننتقل بين طوابير الخبز والمواد الغذائية إلى طوابير المحروقات بشكل دوري في الأسبوع، حتى أصبحت حياتنا كلها محصورة بهذا الطابور الطويل الذي لا ينتهي، ولا نعلم ربما في المستقبل القريب سنقف في طابور جديد للحصول على الأوكسجين” في إشارة منه إلى تردي الأوضاع بشكل كبير في المدينة.
ويعاني سكان مدينة دير الزور مؤخرا من أزمة حادة في المشتقات النفطية، وذلك بعد توقف توريد النفط الخام القادم من مناطق سيطرة “قسد” إلى مصافي حمص وبانياس، نتيجة تصاعد هجمات تنظيم “داعش” في البادية السورية.
حيث شهدت البادية السورية خلال الفترة الماضية، هجمات متكررة من قبل التنظيم الذي يتعمد استهداف ناقلات النفط التابعة لشركة القاطرجي والتي تقوم بنقل المشتقات النفطية من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة النظام.
وتوقفت عمليات توريد النفط من مناطق سيطرة “قسد” بعد الهجوم الأخير الذي شنه مقاتلوا “داعش” على صهاريج تحمل مشتقات نفطية تابعة لشركة القاطرجي، مما أدى إلى تدمير عشرة ناقلات ومقتل عدد من السائقين وعناصر الحماية المرافقة للرتل.
يشار إلى أن عدد الهجمات التي شنها تنظيم داعش في البادية السورية على ناقلات النفط التابعة لشركة القاطرجي وصل إلى أكثر من 15 هجوم فقط في العام المنصرم.
والجدير بالذكر أن مدينة دير الزور تعاني في الآونة الأخيرة من أزمات كبيرة في عدد من القطاعات الخدمية مثل الماء والكهرباء والخبز والصحة، بسبب الإهمال المستمر من قبل حكومة النظام، في حين يعاني الأهالي من تردي في الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع معدل البطالة بين الشباب وانخفاض الأجور مقارنة بالارتفاع الكبير في الأسعار الذي تشهده الأسواق المحلية.