تتعالى الأصوات من داخل مناطق سيطرة النظام السوري، تنديدا بالواقع المعيشي المتردي ومصاريف الحياة شهريا والتي تفوق قدرة المواطن السوري على تأمينها.
وفي التفاصيل وحسب ما وصل لمنصة SY24، أن تكاليف معيشة أسرة سورية مؤلفة من 5 أشخاص فقط، باتت اليوم تصل إلى أكثر من 700 ألف ليرة سورية شهريا.
وحسب مصادر اقتصادية موالية للنظام، أن تكاليف المعيشة تستمر بالصعود مع ارتفاع الأسعار في سوريا، حيث تقودها أسعار الأغذية التي ارتفعت بمستويات كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020، لترتفع مجمل تكاليف المعيشة بنسبة تقارب 11%، لتبلغ حاجات الأسرة الواحدة من خمسة أشخاص تقارب 376500 ليرة. موزعة على 8 حاجات أساسية: الغذاء، والسكن، والصحة، والتعليم، واللباس، والأثاث، والنقل والاتصالات.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن تكاليف المعيشة تضاعفت بنسبة 192% خلال عام 2020، وانتقلت من 380 ألف إلى 732 ألف ليرة، وكانت القفزة الكبير بعد شهر آذار/مارس تحديداً، وقد قاد هذا الارتفاع ارتفاع تكاليف الغذاء، المادة الأساسية التي يستهلكها عموم السوريين.
وبيّنت أن الناس مضطرون لاستهلاك الأساسيات الغذائية مهما علت أسعارها، وهم يحولون من وجهات إنفاقهم الأخرى إلى الغذاء الضروري، الذي أصبح واحداً من مواضع الاحتكار التجاري الأساسية، وتقلبت أسعاره تقلبات متواترة مع أزمات المضاربة على قيمة الليرة، وصعوبات الاستيراد ورفع أسعار النقل وغيرها.
وأكدت أن تكاليف سلة الغذاء في عام 2020، ارتفعت بنسبة 332%، منتقلة من 113 ألف ليرة مطلع العام، وصولاً إلى 376 ألف ليرة في نهايته، أي: ثلاث مرات وثلث، حسب تعبيرها.
وأثارت هذه التفاصيل الاقتصادية المتعلقة بحياة المواطن المعيشية ومصاريفه الشهرية، سخط كثير من السوريين القاطنين في مناطق سيطرة النظام، مطالبين بإجراء دراسات لإيجاد الحلول للخروج من أزمته الاقتصادية.
وقارن آخرون بين الراتب الشهري الذي يتقاضونه وبين التكاليف الشهرية التي تتخطى عتبة الـ 700 ألف ليرة سورية، متسائلين فيما إذا كانت حكومة النظام على دراية بما يعانيه المواطن وخاصة الموظف في مؤسسات النظام شهريًا.
وتساءلت المصادر الموالية التي نشرت هذه التفاصيل الاقتصادية بعبارة “كيف يعيش السوريون؟!”، ليرد عليها موالون بالقول “عايشين من قلة الموت.. الله يفرجها على ها الشعب!”.
وقبل أيام، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة النظام السوري، رسالة تعبر عن حجم المعاناة التي يمرون فيها، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة، موجهة للمغتربين خارج سوريا والذين ينادي رأس النظام السوري “بشار الأسد” بعودتهم إلى سوريا.
وتضمنت الرسالة وصفا دقيقًا لجزء من المعاناة التي يمر فيها قاطنو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والتهميش المتعمد من حكومة النظام للأمور الخدمية والمعيشية.
وحملت الرسالة مساحة واسعة من التهكم والسخرية، إضافة إلى توجيه الانتقاد لحكومة النظام التي تقف عاجزة أمام الأزمات التي تواجه السوريين في مناطق النظام.
يذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عقد النظام السوري “مؤتمر اللاجئين” الذي تم برعاية روسية إيرانية، بهدف التمهيد لعودة اللاجئين والمهجرين والنازحين إلى مناطقهم، الأمر الذي لاقى ردود فعل غاضبة من الموالين أنفسهم تجاه المساعي لعقد هذا المؤتمر في ظل الظروف التي تشهدها سوريا والواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي، ومشاهد طوابير الخبز والمحروقات التي تتفاقم يوما بعد يوم.