محلل استراتيجي: موسكو ضعيفة ومرتبكة في سوريا والقرار ليس بيدها!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

وصف المحلل الاستراتيجي العسكري، العقيد “إسماعيل أيوب”، موقف روسيا في سوريا، بأنه موقف ضعيف ومرتبك، وأنها غير قادرة على حلّ أي معضلة في سوريا، لافتا إلى أن القرار اليوم بيد أمريكا وإسرائيل وروسيا تعلم ذلك جيدا.

كلام “أيوب” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، تعليقا على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، والتي أعلن فيها أن بلاده لا تريد ‌‏محاربة أميركا عسكرياً في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده تطالب ‌‏الأمريكيين بشدة بعدم استهداف المواقع التابعة للنظام السوري.

وألمح “لافروف” إلى شرعية الوجود الأمريكي في سوريا، الأمر الذي أثار غضب موالين حين قال “لدى روسيا اتصالات مع أمريكا من خلال القنوات العسكرية، وذلك ليس لأننا ‌‏نقر بشرعية وجودهم في سورية، لكن ببساطة لأنهم يجب أن يتصرفوا في إطار ‌‏قواعد محددة”.

وأضاف أنه “لا يمكننا طردهم من هناك، ولن ننخرط في اشتباكات مسلحة معهم، ولكن ‌‏نظرا لوجودهم هناك، نجري حوارا معهم حول ما يسمى منع الصدام، نحقق من ‌‏خلاله امتثالهم بقواعد معينة. ومن بين أمور أخرى، نتحدث بشكل صارم عن عدم ‌‏جواز استخدام القوة ضد المواقع التابعة للدولة السورية”.

وكشف “لافروف” أن “روسيا اقترحت على إسرائيل إبلاغها بـالتهديدات الأمنية المفترضة الصادرة ‌‏عن الأراضي السورية لتتكفل بمعالجتها، وذلك من أجل ألا تكون سورية ساحة ‌‏للصراعات الإقليمية”.

وأشار الوزير الروسي إلى أن روسيا لا تريد أن تُستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو لا أن ‌‏تستخدم، كما يشاء كثيرون، “ساحة للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية”.‏

وأضاف مخاطبا إسرائيل، أنه “إذا كانت لديكم حقائق تفيد بأن تهديدا لدولتكم ‌‏ينطلق من جزء من الأراضي السورية ، فأبلغونا فورا بهذه الحقائق، وسنتخذ جميع ‌‏الإجراءات لتحييد هذا التهديد”، مشيراً إلى أن “موسكو لم تتلق حتى الآن ردا ‌‏ملموسا على هذا الاقتراح، لكنها تواصل طرحه”.

وبالعودة لتعليق “أيوب” على تلك التصريحات الروسية، قال إن “لافروف يقر بحقيقة أن الوجود الروسي في سوريا وجود ضعيف وهزيل ومرتبك، خاصة أنه صرّح أنه لا يريد مواجهة عسكرية بين روسيا وأمريكا في سوريا، وهنا السؤال هل يستطيع أصلا الجيش الروسي في سوريا مواجهة القوات الأمريكية أو حتى القوات الإسرائيلية؟”.

وأضاف أن “تصريحات لافروف تدل على حالة من الإرتباك الروسي، فهم مربكين جدا في سوريا وقد ورطتهم بذلك دول إقليمية وعالمية، وتحت طمع أنفسهم بأن يكون لهم مكان في سوريا على المياه الدافئة، لكن ما يشعر به الروس هو خيبة الأمل والإحباط والإرباك، فهم مربكين بعلاقتهم بحليفهم الاستراتيجي إيران، مربكين بعلاقتهم مع إسرائيل بأنهم أول دولة اعترفت بإسرائيل وأنهم لا يستطيعون التخفيف من الغارات الإسرائيلية على مواقع النظام وعلى بعض قوات الميليشيات”.

ورأى أن “ذلك يدلل بشكل واضح على أنهم مربكون وخائفون وغير قادرين على حل أي معضلة في سوريا، وهو يُذكّر الإسرائيليين أنهم إذا كانوا يشعرون بالتهديد من الميليشيات فليخبروننا ونحن نعالج هذه المخاوف، وقد أبلغتهم إسرائيل مرارًا بأن يكون الإيراني بعيدًا عن حدود الجولان المحتل لا أقل من 80 كم وهذا لم يحدث فقد التفت الإيرانيون على الوعد الذي قطعته موسكو لإسرائيل وأمريكا في عام 2018، وأصبح للإيرانيين بطاقات شخصية من الجيش السوري وقواعد عسكرية، من خلال تغلغلهم والتفافهم واستغلال العوز المادي والفقر في الجنوب، فهم موجودون في الجنوب بكثرة، وإسرائيل نفذت عدة غارات عليهم في الجنوب”.

وأشار إلى أن “الروس يقرون بشكل عام أن القرار في سوريا هو ليس قرار روسي على الإطلاق، وبشكل غير مباشر يقول لافروف إن القرارهو لإسرائيل وأمريكا، فالروس غير جديرين بأن يقودوا المرحلة في سوريا ولا يستطيعون حلّ أي مشكلة في سوريا بغياب الطرف الأمريكي”.

وقلل كثير من الموالين من أهمية التصريحات التي أدلى بها “لافروف”، متسائلين في الوقت نفسه عن “منظومات الدفاع الجوي الروسية” الموجودة في سوريا والتي من المفترض أن تصد أي عدوان عليها، حسب تعبيرهم، لافتين إلى أن روسيا تساعد إسرائيل في المناطق التي ترغب بضربها، في حين وجه البعض الأخر سؤالا للوزير الروسي مفاده “من أنت لتتكفل بالأراضي السورية؟ّ!”.

مقالات ذات صلة