قامت قوات النظام السوري متمثلة بـ “الفرقة الرابعة” التابعة لجيش النظام بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مدينة درعا انطلاقاً من الريف الغربي، ومنعت المدنيين من المرور، كما احتجزت عشرات العائلات من البدو ضمن خيمهم، حيث يعملون في المشاريع الزراعية ويقطنون على الطرق الزراعية.
وقال مراسل SY24 في درعا إن وفداً من “لجنة درعا المركزية” ولجنة ريف درعا الغربي اجتمعتا في مركز المدينة لبحث آخر التطورات الأمنية في المنطقة.
وأشار المراسل إلى أن قوات النظام السوري عززت مواقعها العسكرية بعتاد ثقيل كالدبابات والمدرعات التي تقل عشرات العناصر، وانتشرت على الطرق الرئيسية بحجة وجود خلايا لتنظيم داعش.
وأوضح المراسل أن قوات النظام تحمل قوائم بأسماء لأشخاص مطلوبين إليها، محذرةً في الوقت ذاته من أي استهداف لها قد يؤدي إلى تفجر الوضع الأمني مجدداً.
واستقدم النظام السوري مئات العناصر الذين تجمعوا في معسكر يسمى “666” تمهيداً لنشرهم على محاور مدينة درعا وريفها الغربي.
في الوقت ذاته، قام مجهولون بإطلاق عيارات نارية على دوريات قوات النظام السوري على طريق طفس بريف درعا، ردّت قوات النظام بإطلاق الرصاص ما أدى لحالة ذعر في صفوف المدنيين.
وبحسب أحد العسكريين العاملين مع صفوف “الفرقة الرابعة” أن الهدف الأول هو السيطرة على ريف درعا الغربي، ومن ثم الريف الجنوبي، وصولاً إلى الريف الشرقي، وبذلك يكون النظام السوري قد أحكم سيطرته كلياً على الحدود السورية الأردنية.
وفي حال سيطرة الفرقة الرابعة وحلفائها على المناطق المذكورة في الأعلى، تكون قد بسطت سيطرتها على معبرين دوليين، وهما معبر نصيب ومعبر درعا القديم، إضافة إلى الأفرع الأمنية كاملة، التي تتعدد في ولاءاتها منها لإيران وأخرى لروسيا.
وقبل أيام أرسلت الفرقة الرابعة المقربة من إيران تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة درعا جنوبي سوريا، قادمة من الكتيبة 42، وقوات البرق مشاة، إلى منطقة الضاحية وحي الصحافة في مدينة درعا، وسيطروا على عدد كبير من الأبنية”.
وفي تشرين الثاني عام 2020، أرسلت “الفرقة الرابعة” المقربة من “الحرس الثوري الإيراني”، تعزيزات عسكرية كبيرة إلى درعا وريفها، بغية اقتحام مناطق عدة، لتوسيع مناطق سيطرة إيران، إلا أنها اصطدمت بمقاومة عنيفة من قبل أبناءً درعا، الأمر الذي دفع “الفيلق الخامس” المقرب من روسيا للتدخل وتهدئة الأوضاع.
يشار إلى أن إيران تسعى عبر تشكيلات جيش النظام المحسوبة عليها في الجنوب السوري، إلى توسيع مناطق سيطرتها على حساب القوات الموالية لروسيا في المنطقة، الأمر الذي يعتبر انتهاكا واضحا لاتفاق التسوية المبرم بين فصائل المعارضة وروسيا في درعا عام 2018.
ويتصدر الفلتان الأمني في محافظة درعا، التي تمكنت قوات النظام وروسيا من السيطرة عليها في العام 2018، واجهة الأحداث الميدانية والحياتية اليومية، إذ لا يكاد يمر يوم إلا وتسجل فيه حادثة اغتيال أو محاولة اغتيال، إضافة لعمليات أمنية أخرى باتت هاجسا يؤرق المدنيين وتنعكس بشكل سلبي على كل تفاصيل حياتهم المعيشية والاقتصادية.