إدلب.. طفل هجر مقاعد الدراسة ووقف يراقب طلاب جامعة يحتفلون بتخرجهم!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تعد ظاهرة تسرب الأطفال من  المدارس بسبب الفقر والظروف الاقتصادية المتردية التي تعانيها سوريا، من أبرز القضايا التي تواجه المجتمع السوري، إذ يلاحظ انتشار هذا الأمر بشكل كبير جدا في الشمال السوري.

ووثقت كاميرا مراسلنا في إدلب، مشهدا بطله أحد الأطفال الذين يعملون في جمع أكياس النايلون وقطع البلاستيك من أجل حرقها والحصول على الدفء، أو بيعها لتأمين ثمن الخبز لعائلته.

إلا أن اللافت للانتباه في هذا المشهد الذي وثقه مراسلنا، أيهم البيوش، هو وقوف الطفل على باب المركز الثقافي في مدينة إدلب، وكانت أنظاره موجهة  ليست للبحث عن قطع البلاستيك وأكياس النايلون المتناثرة في الشوارع المحيطة بالمركز الثقافي، بل كان يحدق وبحزن وألم شديدين صوب مجموعة من الطلاب كانوا يحتفلون بمناسبة تخرجهم من الجامعة.

ورصدت الكاميرا اللحظات التي عاشها الطفل وهو يراقب طلاب كلية الطب البيطري كيف يحتفلون بإتمام تعليمهم ودراستهم، في حين أن هو أجبرته الظروف المعيشية القاسية على ترك مقاعد الدراسة والتوجه لإعانة أسرته في ظروف الشتاء وغيرها من لظروف الأخرى، ليروي الطفل معاناة أطفال كثيرين يواجهون ذات الظروف.

ويعاني قطاع التعليم منذ مدة طويلة من صعوبات كبيرة أدت إلى انقطاع آلاف الطلاب والطالبات عن التعليم، إضافة إلى توقف عدد كبير من المعلمين عن ممارسة المهنة، نتيجة إيقاف الدعم من قبل الجهات المانحة عن المدارس والمجمعات التربوية في الشمال السوري، والتي تذرعت بهيمنة “حكومة الإنقاذ” على المنطقة، وفرض قراراتها على المؤسسات التعليمية ومديريات التربية في حماة وحلب وإدلب.

وفي وقت سابق من العام الماضي، حذر فريق “منسقو الاستجابة في سوريا” في بيان سابق له، من أن “إيقاف الدعم عن مديريات التربية والتعليم في إدلب وحلب وحماة، سيوقف الدعم عن أكثر من 840 مدرسة”، محذرا من تسرب أكثر من 350 ألف طالب وطالبة.

يشار إلى أن منظمة “كومنكس” أعلنت، في 2019، إيقاف دعمها المخصص لأكثر من 800 مدرسة بما فيها من كوادر تدريسية وتعليمية وطلاب، بالتزامن مع فرض حكومة الإنقاذ سيطرتها على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، إلا أن العديد من المصادر أكدت حينها أن إيقاف الدعم عن قطاع التعليم كان مقررا من قبل الاتحاد الأوروبي قبل فترة.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن ترك الأطفال في مناطق سيطرة النظام لمقاعد الدراسة والتوجه للوقوف في الطوابير البشرية على أبواب الأفران.

وفي الفترة ذاتها، لفت وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، النظر إلى تسرب الأطفال من المدارس في الشمال السوري بسبب الفقر المتزايد، مؤكدا أن ما يقدر بثلثي الأطفال في شمال سوريا هم الآن خارج المدرسة بغض النظر عن انتشار فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة