واصلت إيران مساعيها للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية وحتى التعليمية في سوريا، مستغلة الأزمات الخانقة التي يعانيها النظام السوري والسوريين في مناطق سيطرة هذا النظام.
وفي آخر صيحاتها وحسب ما وصل لمنصة SY24، تعمل إيران وعن طريق ذراعها التجاري في دمشق والمتمثل في “غرفة التجارة السورية الإيرانية”، للاستيلاء على قطاع الزيتون ومادة زيت الزيتون بحجة أن هذه المادة مرغوبة جدا في الأسواق الإيرانية، وأن توريدها إلى إيران سينعش الاقتصاد السوري المتردي، حسب ما ألمحت إليه طهران.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في دمشق، ضم كلا من رئيس وزراء النظام حسين عرنوس، ومجلس إدارة “غرفة التجارة السورية الإيرانية”، وتم خلال الاجتماع وحسب ادعاء ماكينات النظام الإعلامية، بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري.
وطالبت إيران عبر “غرفة التجارة السورية الإيرانية” من “عرنوس”، ضرورة الاهتمام بتطوير آلية عمل الغرفة لتكون قادرة على المشاركة بمرحلة إعادة الإعمار، وتطوير قطاع التصدير وخاصة المنتجات السورية المرغوبة في الأسواق الإيرانية والذي يأتي في مقدمتها زيت الزيتون، وأنه من المهم العمل على مقايضة المنتجات بين البلدين بما يسهم في الحصول على حاجة السوق المحلية من المواد الأساسية ومستلزمات القطاع الصحي في مجال التصدي لوباء كورونا.
وألمحت إيران إلى ضرورة تطوير “مكتب الزيتون” في “غرفة التجارة السورية الإيرانية”، لتنظيم قطاع زيت الزيتون في سوريا، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الاستثمار ومعالجة بعض القيود التصديرية وإنشاء لجنة مواصفات ومقاييس للبضائع المتبادلة، إضافة إلى إقامة بنك “سوري إيراني” مشترك لتتم من خلاله المعاملات النقدية الخاصة بالتبادل التجاري.
وأعلن “عرنوس” خلال اللقاء، الموافقة على توجيه الاستثمارات المشتركة بين النظام وإيران، نحو تطوير المدن والمناطق الصناعية وإعادة ترميم المعامل والمصانع المتضررة من الإرهاب، مشيراً إلى استعداد النظام لتقديم الدعم للغرفة لإقامة المعارض المشتركة وإيجاد اتفاقيات تعاون تضمن انسياب البضائع والمواد إلى أسواق البلدين، بما يسهم في مواجهة الحصار الاقتصادي المفروض على ”الشعبين الصديقين”، على حد وصفه.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت طهران أن سوريا باتت من أفضل الأسواق التجارية بالنسبة لها، مشيرة إلى الإنجازات التي تم تحقيقها داخل سوريا واصفة بأنها “أشياء جيدة ورائعة”، فيما أكد معارضون إيرانيون أن المستفيد الأول والأخير من تلك الإنجازات التجارية هي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني فقط.