أعلنت قوات “قسد” عن إنهاء حالة التوتر بينها وبين قوات النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، وذلك بعد عدة اجتماعات ضمت الطرفين برعاية روسية.
حيث أصدرت القيادة العامة للأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، بيانا، أكدت فيه إنهاء حالة التوتر في مدينتي الحسكة والقامشلي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وذكر البيان الذي نشره الموقع الرسمي لـ “الأسايش”، أن النظام عمل على ضرب “استقرار المنطقة بعد خلقه حالة من التوتر الأمني في مدينتي الحسكة والقامشلي”.
وأشار البيان إلى قيام الإدارة الذاتية بالسماح بدخول كافة المواد الغذائية إلى مناطق النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، معتبرة أن هذا الأمر جاء “كبادرة حسن نية وحفاطاً على وحدة التراب والأرض السورية” على حد تعبير البيان.
ويأتي هذا الاتفاق بعد عدة اجتماعات جمعت الطرفين في مطار القامشلي الذي يقع تحت سيطرة القوات الروسية، بهدف تبادل المعتقلين وفتح الطرقات وإنهاء الحصار على المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي.
حيث ذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24 معلومات عن الاتفاق الذي أفضى إلى إنهاء حالة التوتر بين “قسد” والنظام السوري.
وقالت المصادر، إن النظام طلب فك الحصار عن المربع الأمني في مدينة الحسكة، بالإضافة إلى أحياء (طي وحلكو) والمربع الأمني في مدينة القامشلي، وإزالة جميع نقاط التفتيش التابعة لـ “قسد”.
في حين طالب النظام بعدم تدخل “قسد” في هذه الأحياء والانسحاب من مؤسسات الدولة التي سيطرت عليها مؤخرا، وتوقفها عن فرض التجنيد الإجباري في الأحياء التي يسيطر عليها النظام.
بينما دعت “قسد” حكومة النظام السوري إلى فك الحصار عن الأحياء التي تحاصرها في مدينة حلب، والسماح بإدخال المواد الغذائية والمحروقات الى هذه الأحياء.
هذا وأشار “مضر حماد الأسعد” رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة، إلى أن “قسد أرادت من خلال الحصار الذي فرضته على مناطق سيطرة النظام، أن تستكشف موقف الإدارة الأمريكية الجديدة منها وحجم الدعم الذي قد تقدمه لصالحها”.
وقال “الأسعد” في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “الإدارة الأمريكية قامت بتسليم ملف الحصار إلى روسيا التي تدعم النظام السوري، مما دفع قسد إلى الإستجابة للمطالب الروسية بفك حصار المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي”.
وأضاف أن “النظام يملك نقاط قوة في المنطقة وهناك قواعد عسكرية ضخمة تابعة له في جبل كوكب وتل طرطب، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني في المربعات الأمنية والأحياء العربية والمسيحية في محافظة الحسكة”.
في حين طالب الأسعد الأمم المتحدة والتحالف الدولي بالتدخل لحماية المدنيين في محافظة الحسكة، من “مسرحيات مفبركة أمنية وعسكرية بين النظام وقسد”، مشيرا إلى أنها “قد تؤدي إلى موت بطيء للأهالي بسبب قطع الدواء والماء عنهم” على حد تعبيره.
وفي السياق، تحدثت مصادر محلية من مدينة الحسكة عن قيام قوات “الأسايش” التابعة لـ “قسد”، بالبدء بإزالة الحواجز الأسمنتية التي وضعتها على مدخل حي النشوة وبعض الأحياء والشوارع المؤدية إلى المربع الأمني في وسط مدينة الحسكة.
وذكرت المصادر، أن قوات (الأسايش) قامت بإزالة الحواجز العسكرية من مدخل حي (طي) عند دوار الوحدة، بالإضافة إلى دخول شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطحين إلى هذه الاحياء.
ومن دورها عمدت قوات النظام السوري على فك الحصار عن الأحياء التي تقع تحت سيطرة قوات “قسد” في مدينة حلب، وقامت بالسماح للمدنيين بالدخول والخروج منها.
وتطبيقا للاتفاق الذي جرى برعاية روسية قامت قوات النظام السوري بالسماح لأكثر من 30 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والمحروقات بالدخول إلى أحياء (الشيخ مقصود والشهباء) في مدينة حلب.
يشار إلى أن قوات “قسد” عمدت على حصار الأحياء التي تقع تحت سيطرة النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي والتي تسمى (المربعات الأمنية)، كرد فعل لقيام النظام بحصار الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة حلب.
واستمر الحصار على المربعات الأمنية التي تسيطر عليها قوات النظام حوالي 21 يوما، حيث حاول النظام وعبر استخدام المدنيين فك الحصار عن مناطقه، مما أدى لوقوع قتلى وجرحى على يد قوات (الأسايش).