اعترف النظام السوري بالخسائر التي يعانيها قطاع النفط منذ العام 2011 وحتى مطلع العام الجاري، والتي بلغت أكثر من 91 مليار دولار، لافتا إلى أزمة المحروقات الحالية التي يعانيها النظام، مؤكدا أن 60% من السوريين لم يستلموا مخصصاتهم من مازوت التدفئة، ومتهما “قانون قيصر” والتحالف الدولي، بالتسبب بتلك الأزمة والخسائر.
جاء ذلك على لسان وزير النفط التابع للنظام، المدعو “بسام طعمة”، والذي أكد في تصريحات لمصادر موالية، وحسب ما وصل لمنصة SY24، تلك الأرقام المتعلقة بحجم الخسائر التي يعانيها قطاع النفط في سوريا، والتي وصلت إلى 91.5 مليار دولار، منذ 2011.
وأفاد المسؤول في حكومة النظام، بأن الخسائر المباشرة التي لحقت بالمعدات في القطاع النفطي بلغت 19.3 مليار دولار، منها 3 مليارات قيمة الأضرار التي ألحقها طيران “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وأما الخسائر غير المباشرة فبلغت 72 مليار دولار، على حد ادعاءاته.
وادعى أن إنتاج سوريا اليومي من النفط العام الماضي بلغ 89 ألف برميل، وأن 80 ألفا منها تمت سرقتها، أي أن إنتاج المنطقة الشرقية كله كان يسرق، وفق تعبيره,
وفيما يخص أزمة المحروقات الحالية في مناطق سيطرة النظام، اعترف “طعمة”، أن نسبة مازوت التدفئة الموزعة عبر البطاقة الإلكترونية بلغت 40%، أي أن 60 في المئة من المواطنين لم يستلموا مخصصاتهم من المادة، وهو ما قدره بنحو مليونين ومئتي ألف أسرة.
وأكد أن هناك عجز في المازوت، وهناك أكثر من 429 ألف طن لم تصل نظرا للظروف التي فرضها الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري ونقص التوريدات من المشتقات النفطية، على حد وصفه.
والأربعاء، هاجم رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية والبرلماني السابق، المدعو “فارس الشهابي”، والمعروف بولائه الشديد لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، روسيا وإيران والصين، متهما إياهم بالتسبب بفقر وتعاسة السوريين في مناطق سيطرة النظام.
واعترف “الشهابي” في منشور على حسابه في “فيسبوك”، حسب ما رصدت منصة SY24، غياب الدعم المقدم من تلك الدول للنظام وقال: “الحليف الروسي أكبر منتج للقمح في العالم، والحليف الإيراني من أكبر منتجي النفط في العالم، والحليف الصيني أكبر اقتصاد في العالم! و المواطن السوري (الصامد) على خط المواجهة الأول في معركة تغير وجه الكرة الأرضية و الدفاع عن الحضارة البشرية يزداد فقراً و تعاسةً”.
ومنذ أشهر، تتصدر طوابير المواطنين التي تنتظر الحصول على الخبز والمحروقات، واجهة الأحداث في مناطق سيطرة النظام، في حين يرجع النظام وحكومته الأسباب إلى حجج وذرائع واهية تزيد من سخط المواطنين.
يشار إلى أن مجلة “إيكونوميست” البريطانية ذكرت في تقرير لها، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأن الحرب أدت إلى إضعاف الاقتصاد، إذ باتت تنتج سوريا اليوم 60 ألف برميل نفط وهو سدس ما كانت تنتجه قبل الحرب، ولم تنتج سوريا من محاصيل القمح العام الماضي إلا نصف ما كانت تنتجه قبل الحرب.