شكلت ميليشيا “الدفاع الوطني” خلال الفترة الماضية، مجموعات منظمة لتفكيك أسلاك الهاتف والكهرباء وأنابيب المياه من مدينة دير الزور، التي تخضع لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لـ “الحرس الثوري الإيراني”.
وقالت مصادر خاصة لمنصة SY24، إن “عناصر ميليشيا الدفاع الوطني ممن يمتلكون سوابق في السرقة، قاموا بتشكيل عصابات في مختلف الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري داخل مدينة دير الزور”.
وذكرت أن “الميليشيا قامت بتقاسم الأرباح الناتجة عن عمليات السرقة مع ضباط في فرع الأمن العسكري، الذي يقدم الغطاء والحماية لهؤلاء العناصر”.
وأفاد مراسلنا في دير الزور، أن “أحياء المدينة شهدت خلال الفترة الماضية، عمليات سطو على عدد من المدارس والمباني الحكومية، إضافة إلى سرقة كابلات الكهرباء من مناطق مختلفة، وسرقة إسطوانات غاز وأجهزة حاسوب من منازل المدنيين”.
وأكد أن “مدرسة ذيب عنتر في حي الجورة، تعرضت لعملية سرقة طالت أسلاك الكهرباء والهاتف، إضافة إلى سرقة بعض المعدات الإلكترونية مثل الحواسيب والطابعات الرقمية الموجودة في المدرسة”.
ونقل المراسل عن مصادر محلية، قولها إن “عصابات الدفاع الوطني قامت بالسطو على مدرسة البلدية الواقعة في حي الفيلات بجانب فرع أمن الدولة، وتمكنوا من سرقة مبلغ 300 ألف ليرة سورية وأجهزة إلكترونية منها”.
ووفقاً للمصادر، فإن “عدد من أبناء الحي شاهدوا مجموعة من ميليشيا الدفاع الوطني، كانت تتجول في محيط المدرسة، أثناء انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، قبل وقوع عملية السرقة”.
وتمكنت منصة SY24 من التواصل مع أحد أبناء مدينة دير الزور، الذي أشار بدوره إلى وجود أسباب كثيرة أدت إلى ارتفاع نسبة عمليات السرقة في المدينة.
وقال المواطن، إن “الميليشيات أغرقت المدينة بالمخدرات وبأسعار رخيصة، وترتكب انتهاكات بحق السكان بشكل شبه يومي”، وأضاف أن “منزلي يقع بالقرب من أحد الأفرع الأمنية، ومع ذلك تمت سرقة كابلات الهاتف أكثر من مرة، ولا اعتقد أن اللصوص يملكون الجرأة على السرقة هنا، إلا في حال كانوا يتبعون لهذا الفرع”.
وذكر خلال حديثه مع منصة SY24، أن “المدينة مستباحة من الجميع، سواء إن كانوا من الميليشيات أو من اللصوص، اللذين يتجولون بكل أريحية، ودون رقيب أو حسيب”.
وفي السياق، تحدثت مصادر محلية عن قيام مجهولين بسرقة أنابيب المياه من المنطقة الواقعة بجانب كلية العلوم داخل مدينة دير الزور، الأمر الذي تسبب بدخول المياه إلى أقبية هذه المنازل، حيث باتت تلك المنازل مهددة بالانهيار في أي لحظة.
وفي ظل ازدياد عمليات السرقة دعا العميد “بلال سليمان” قائد شرطة مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية، إلى “تكثيف الجهود للقضاء على ظاهرة السرقة داخل المدينة”، ما أدى إلى سخرية واسعة بين المواطنين، كون عناصر النظام وميليشيا الدفاع الوطني أبرز المتهمين بارتكاب تلك السرقات، إضافة إلى أن عناصر الميليشيا معظم من المطلوبين والمحكومين بقضايا جنائية، منها جرائم القتل والسرقة وتجارة المخدرات.
وأشارت طالبة جامعية تدعى “فرح”، إلى أن “الوضع في مدينة دير الزور أصبح مشابها لما يحدث في أفلام العصابات الأمريكية والمكسيكية”.
وقالت “فرح” في حديث خاص مع منصة SY24، إن “جميع أهالي المدينة يعلمون من هم اللصوص، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول شيء لأنهم سيختفون أو يقتلون”.
وأضافت: “نحن ذاهبون إلى المجهول، والجميع متخوف من تطور الأمر ليصل إلى حد التشليح العلني للمواطنين في وضح النهار”.
الجدير ذكره، بأن النظام السوري شكل ميليشيا “الدفاع الوطني” عام 2013، من أجل تقديم الدعم العسكري لجيشه، في مواجهة فصائل الجيش السوري الحر، التي كانت تسيطر على معظم أحياء المدينة حينها.
وتتكون ميليشيا “الدفاع الوطني” من عدد كبير من أصحاب السوابق، الذين تم إطلاق سراحهم من السجون بشرط انضمامهم إلى صفوف الميليشيا.
ويعتبر فراس الجهام (العراقية) قائد ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور، من أبرز تلك الشخصيات، ولديه سجل حافل في عمليات السرقة والابتزاز والقتل، وعمله في تجارة المخدرات بالتعاون مع فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري، بالإضافة إلى أنه الرجل الأول لدى ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في المنطقة.