في دراسة جديدة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أكدت أن حكومة النظام السوري لا تسيطر إلا على 15% من الحدود مع الدول المجاورة، ونصف معابرها الـ 19 يقع معظمها في لبنان.
وجاء في دراسة نشرها الباحث الفرنسي “فابريس بالانش” في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، أن “الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر جيش النظام السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية”.
وأشارت دراسة بالانش، إلى أنه “على الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال) والأردن (نصيب) ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، فإن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى، إذ يحتل (حزب الله) الحدود اللبنانية، وقد أقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية”.
وأضاف التقرير: “تدير ميليشيات عراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف، وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى كثير من المطارات العسكرية السورية التي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى (حزب الله) وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني”.
وكانت قوات النظام السوري سيطرت في تموز 2018 على معبر نصيب الحدودي مع الأردن آخر معاقل المعارضة في الجنوب السوري، بموجب اتفاق روسي – أميركي – أردني قضى بتخلي واشنطن عن معارضين، مقابل عودة قوات النظام وإبعاد إيران. لكن فصائل تدعمها قاعدة حميميم الروسية تسيطر على مساحات واسعة من الحدود الأردنية.
وأفاد التقرير بأنه رغم السيطرة على نصيب، فإن “حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة، بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة”.
وحافظت فصائل المعارضة سابقاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجيستي في حالة نشوب صراع جديد”، بحسب الدراسة.
وتسيطر حكومة النظام السوري على المعابر غير الشرعية مع لبنان، وتلك الخمسة الرسمية، وهي: جديدة يابوس – المصنع، والدبوسية – العبودية، وجوسية – القاع، وتلكلخ – البقيعة، وطرطوس – العريضة. وتوجد على طول الحدود معابر كثيرة غير شرعية، معظمها في مناطق جبلية وعرة، بحسب تقرير سابق لوكالة الصحافة الفرنسية.
وليست هناك معابر رسمية بين البلدين، لكن “خط فك الاشتباك” بين سوريا والجولان المحتل. وبعد 2011، كانت تسيطر فصائل على المنطقة، غير أن قوات النظام عادت إليها بدعم روسي في بداية 2018.
وتحدثت الدراسة عن دور تركيا في ضبط الحدود مع سوريا، منها شن عمليات عسكرية استهدفت قوات سوريا الديموقراطية، ودورها في بناء جدارٍ كبير لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين، وتكثيف الدوريات التركية لمراقبة الحدود على تسيطر على معظمها.
وعليه، فإن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية مع تركيا الخاضع لسيطرة النظام السوري هو معبر كسب (شمال اللاذقية)، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012.
وباتت السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: أولاً المناطق حتى خربة الجوز من قبل التركمان الموالين لتركيا؛ ثانياً المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من “هيئة تحرير الشام”؛ ثالثاً حتى نهر الفرات من قبل الجيش الوطني السوري، رابعاً حول عين العرب من قبل الجيش الروسي و”قوات سوريا الديمقراطية”؛ خامساً المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة؛ سادساً من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و”قوات سوريا الديمقراطية”.