من يسكن مناطق الجزيرة السورية، يعلم جيداً أن آبار الغاز في محافظة الحسكة، ومعمل إنتاج الغاز في منطقة “السويدية”، جميعها تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية، ولكن معظم المناطق الخاضعة لسيطرتها، تعاني من فقدان الغاز وانقطاعه لأيام متواصلة، وصعوبة الحصول عليه، حيث أن الإدارة الذاتية كانت قد وضعت عدة قرارات تخولها الاستئثار بمادة الغاز، وتوزيعها على الاهالي بعد التسجيل على جرة غاز واحدة لكل عائلة، علماً أن الوقت ما بين التسجيل والاستلام قد يتجاوز الشهر في أغلب الاحيان.
يعاني الأهالي في مدينة القامشلي الواقعة في ريف محافظة الحسكة، من فقدان وانقطاع مادة الغاز لفتراتٍ طويلة، بالرغم من أن معظم هذه الأحياء، تخضع فعلياً لسيطرة “الإدارة الذاتية”، إلا أنه يتوفر حصراً في حارة “طي” الواقعة على أطراف مدينة القامشلي، وقد سميت الحارة بهذا الاسم، نسبةً لقبيلة “طي” التي يشكل أبناؤها معظم سكان الحي، علماً أنّ هذه الحارة تحديداً، تخضع لسيطرة قوات النظام في المدينة بشكلٍ كامل.
ومع ذلك تتوفر فيها كميات من أسطوانات الغاز في هذه المنطقة، وتفوق حاجة سكانها، لكن أغلب الأهالي في المدينة يعلمون جيداً، أن هذه العملية من الاحتكار وصعوبة التسليم، وبيع المادة في حارة “طي”، جميعها تجري بعد اتفاقيات بين قوات النظام وعناصر الإدارة الذاتية في المدينة.
مصادر محلية أكدت لـ SY24: أنّ “عملية تعبئة الغاز، التي تتم في معمل السويدية، الواقع قرب مدينة “الرميلان” والخاضع لسيطرة YPG يُوزع الغاز على المناطق الخاضعة لسلطة المليشيات في المدينة، هذا وقد خصصت المراكز التابعة للميليشيات يومين فقط لتوزيع الغاز لأهالي مدينة القامشلي، هما يومي الاثنين والخميس حصراً، هذا إن توفرت المادة أصلاً في تلك الأيام.
وأشارت المصادر أنه يتم في كل يوم من الأيام المحددة لتوزيع الغاز نقل 1200 أسطوانة من المعمل للمدينة، إلا أن نحو 500 أسطوانة فقط هي ما يتم توزيعه على الأحياء السكنية في المدينة، وتحتكر الإدارة الذاتية العدد الباقي لديها.
“سليم المحمود” أحد سكان منطقة الزيتونية” في مدينة القامشلي، قال لـ SY24: “يتوفر الغاز بكميات كبيرة في حارة طي، علماً أن بقية أحياء مدينة القامشلي تعاني فيه من فقدان تام للغاز، بالرغم من أن جميعنا يعلم أن معمل السويدية الذي ينتج الغاز، يخضع لسيطرة المليشيات الكردية، الأمر الذي أغضب الأهالي في باقي أحياء المدينة”.
وأضاف المحمود: “عندما نذهب لحارة طي لشراء أسطوانة غاز، نضطر لدفع مبلغ 1000 ليرة سورية، لصاحب التكسي الذي يقلنا إلى هناك، ومثلها للعودة لمنازلنا، وذلك لبعد هذه الحارة عن باقي الأحياء، بالإضافة لسعر الأسطوانة الذي يصل لأكثر من 2800 ليرة سورية كسوقٍ سوداء”.
يشار إلى أن أهالي مدينة القامشلي، كانوا قد اشتكوا من قلة المحروقات بأنواعها، وارتفاع أسعارها، وغياب الرقابة “التموينية” عليها، وطالبوا الإدارة بالحد من الاحتكار والتلاعب بالأسعار، خصوصاً في موجة البرد التي اجتاحت المنطقة الشهر الفائت.