وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديدا شديد اللهجة لإيران، متوعدا بأن إسرائيل لن تتساهل مع التموضع العسكري الإيراني في سوريا.
كلام نتنياهو جاء في كلمة ألقاها، الثلاثاء، خلال مراسم تخرج فوج من طياري سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال نتنياهو “نواصل التصدي لمحاولات إيران وأتباعها التموضع عسكريا بسوريا”.
وأضاف نتنياهو “لن نتساهل مع هذا الأمر، كما ولن نتساهل مع مساعي أعدائنا الرامية إلى تطوير صواريخ عالية الدقة بسوريا ولبنان وبأي مكان آخر”.
وشدّد نتنياهو قائلا “لن نسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية، ولا نستخف بالتهديدات الموجهة إلينا، ومع ذلك هي لا تردعنا”.
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24: “بكل تأكيد فإنه يتضح من خلال سياسات إسرائيل العسكرية أنها مازالت مصممة على إخراج أو على الأقل إبعاد القوات الإيرانية عن حدود فلسطين المحتلة، وهي إذ تفعل ذلك فهي تجد أنها مؤيَّدة من الإدارات الأميركية المتعاقبة، وأيضًا تتم الموافقة على تحركاتها وقصفها للمواقع الإيرانية في كامل الجغرافيا السورية من قبل الاتحاد الروسي، الذي مازال يجد في التعاون مع إسرائيل والصمت على صواريخها وطيرانها، مصلحة روسية من أجل تحجيم الدور الإيراني في سورية، وكذلك فإن حماية أمن إسرائيل هو المدخل الموضوعي إلى قلب الإدارة الأميركية، وهو ما تبتغيه إدارة بوتين حتى لو أعلنت خلاف ذلك”.
وأضاف “يبدو أن استمرار القصف والاستهداف الإسرائيلي لغير موقع إيراني في سورية، إنما يخدم أيضًا الموقف الأميركي، بينما تتجه إدارة بايدن نحو إحياء الاتفاق النووي المعطل، بمعنى أن الضغط المتواصل على دولة الملالي الإيرانية يجعلها تقبل بشروط أميركية من أجل الولوج بالاتفاق المشار إليه مرة أخرى”.
وتابع “مظهر سعدو”، قائلاً: “ولأن السياسة الإيرانية ليست مبدئية، بل نفعية براغماتية، فان استعمال هذه الأساليب العسكرية ولغة التهديد تجاهها، قد يفيد، بل سيفيد في تلبية الكثير من المطالب الأميركية. وهي التي ما برحت تتحدث عن (الصبر الاستراتيجي) الذي تتبعه مع استهدافها من قبل الإسرائيليين وسواهم”.
وأشار إلى أن “إيران تدرك أن الهجوم على إسرائيل غير مسموح به أميركيًا ولا روسيا، وهي بالأساس لا تفكر جديًا ولم تفكر أصلًا بأي قصف مباشر لإسرائيل، رغم كل ما تدعيه من سياسات ممانعة ومقاومة وتحرير للقدس، وسوى ذلك من الأسطوانات الكاذبة التي تحاول بها الضحك على بعض العرب، ممن ما زالوا يجلسون ويتربعون في الحضن الإيراني الاحتلالي”.
وتواصل إسرائيل استهداف المواقع التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في أكثر من نقطة جنوب سوريا وفي محيط العاصمة دمشق.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مطلع عام 2021 الجاري، عن حصيلة الغارات التي نفذها ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة له في سوريا خلال عام 2020.