يختلف الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى، فمثلاً في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، وفيه يتم الاحتفال بالأمهات وتكريمهن، عيد الأم هو احتفال لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع، ويحتفل بعيد الأم في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر مارس أو أبريل أو مايو، ويعتبر مكمل لعيد الأب و هو احتفال لتكريم الآباء.
وحول ذلك قال الفنان السوري “مهند قاسم”: “من خلال غنائي ومساهمتي في العديد من المناسبات اعتبر أن مشاركتي في الاحتفالات التي تقام في مخيم الزعتري بعيد الأم أو بيوم الأم هو من أجملها وأعظمها لأن الأم لا تكرم بيوم أو باحتفال بل هي السند والظل الحنون الذي يخيم على الإنسان في كل الأمر، في التعب والفرح هي الدفء والقلب الحنون الذي لا يعوض في الحياة، ومهما وصفتها وتحدث عنها ستكون الكلمات قليلة بحق الأم.
وأضاف، أن “الأمهات السوريات يعانين من الاضطهاد الذي يمارسه نظام الأسد عليهن حتى أصبحت الأم هي الأب والأم في آن واحد، وكانت حياتهن في دول اللجوء أيضا متعبة، مع زيادة الحمل عليها أكثر في الكثير من الأمور التي لا توصف ولا تحملها جبال وكانت المرأة الأم الطيبة جبارة رغم كل ما يحصل، وكل عام وأمهات العالم بألف خير.
ومن جهة أخرى قالت “آيات الحوراني” ناشطة ومتطوعة وأم في مخيم الزعتري: إن “هذا العيد يمر للمرة السادسة على الأمهات في المخيم وطبعاً بطبيعة الحال مجتمعنا يقدس الأم عموماً ويحتفل بها بهذا اليوم، وما يميز مخيم الزعتري عن غيره أن الأمهات هنا تتحمل عناء ومشقة مضاعفة وتعيش في ظروف شديدة القسوة ويترتب عليها واجبات مما يجعلها أكثر شقاء من غيرها من النساء، ولا ننسى أيضاً أن هناك عدد كبير من الأمهات الثكالى والأرامل الموجودات في المخيم”.
وأردفت، أنه بالنسبة للمدارس والمنظمات العاملة في المخيم دائماً تحاول تنظيم فعاليات للاحتفال بهذه المناسبة من كل عام مع مراعاة شديدة لوجود أيتام في المخيم، وأنا بدوري أعايد كل الأمهات وأخص بالمعايدة الأمهات السوريات اللواتي يعانين منذ سبع سنوات من ظروف الحرب واللجوء.
لم يخلو يوم الأم من الأعمال الفنية المنوعة في مخيم الزعتري، حيث قام “صفوان حرب” بإخراج مسرحية حول الأم ومعاناتها قائلاً: “جاء هذا العمل من خلال ما نشاهده كل يوم من عذاب للأم السورية وكل الأمهات في كل مكان إن كان ذلك من الأولاد أم من الحياة الصعبة التي تعيشها في بلاد اللجوء والمخيمات”.
وأضاف، أن “الأم أصبحت الأب والأم بوقت واحد، وتتحمل كل شيء في مكان عيشها، ومنهن من فقدت شهيد أو لها معتقل أو مهجر في دولة ما، فتراها تعيش معاناة طويلة مع الحنين وصراع صامت مع الحياة، وكانت المسرحية التي قمنا بتقديمها بعيد الأم، تجسد معاناة وألم الأم في الحياة وإبراز دورها العام في المجتمع على كل الاصعدة، فكم من أم استطاعت أن تخرج أطباء وأساتذة ومهندسين وكتاب ومخرجين وحرفيين وغيرهم الكثير، وكم سهرت الليالي دون أن نشعر ولو بلحظة بهذا الأمر إلا بعد فوات الأوان، وكل عام والأمهات بألف ألف خير وهناء وسعادة.
يشار إلى أن “مخيم الزعتري”، الذي يحتوي على 80 ألف لاجئ سوري، أغلبهم من النساء والأطفال.