أكد رئيس “هيئة التفاوض السورية”، أنس العبدة، أن النظام السوري يعمل على ابتزاز السوريين والمجتمع الدولي بملف المعتقلين من أجل الإفلات من “المحاسبة”، مشددًا أن السوريين لن يرتاحوا قبل “محاسبة كل المجرمين الذين حرموهم من أبسط مفقومات الحياة”.
كلام العبدة، جاء خلال مشاركته افتراضيا، أمس الأربعاء، في فعالية “العدالة في سوريا: دور المحاسبة، حقوق الضحايا، والسلام المستدام”.
وقال العبدة: “لقد مضى على ثورة السوريين عشر سنوات، خسروا فيها أغلى ما يملكون من أجل حرّيتهم ومستقبل ديمقراطي عادل، هذه التضحيات لا يجب أن تذهب أدراج الرياح، وأن يُفلت الجُناة بأفعالهم. المحاسبة والعدالة هي أيضًا ملف لا تفاوضي، لأنه حق الإنسان في بلده، حقّ السوري الذي عانى ويعاني كل يوم”.
وأضاف أنه “على مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يتحركوا بجدية ويضطلعوا بالتزاماتهم تُجاه الإنسان، الإنسان السوري الذي لم يطلب إلا الحرية والديمقراطية والعيش الكريم”.
وأكد العبدة أن “النظام السوري يحاول ابتزاز السوريين والمجتمع الدولي، من أجل الإفلات من المُحاسبة والمُساءلة، لكن مُحال أن يرتاح السوريون، وأن يستطيعوا التحرك قُدمًا دون أن يكون هناك محاسبة لكل المجرمين الذين قتلوا أهلهم، وقصفوا منازلهم، وهجّروهم، وحرموهم من أبسط مقومات الحياة”.
ولفت العبدة الانتباه مجددا إلى ملف المعتقلين والمحتجزين في سجون النظام وقال “يقبع مئات آلاف المعتقلين والمعتقلات في سجون نظام الأسد، وكل ذنبهم أنهم طالبوا بدولة ديمقراطية حرة عادلة، يقبعون في سجون لا تمتلك أدنى مقومات الإنسانية، تعذيب جسدي ونفسي، إهانة، برد، خوف، وموت”.
وأشار إلى أن “خارج السجن، هناك مئات الآلاف من العائلات، تنتظر بفارغ الصبر خبرًا مفرحًا عن أبنائهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم في المعتقلات، في الوقت الذي يحاول فيه النظام السوري استغلال ملف المعتقلين والمفقودين وتحويله من ملف ما فوق تفاوضي إلى ملف يحاول تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مبتزًّا السوريين والمجتمع الدولي به”.
وتابع قائلا “لقد حاولنا كثيرًا ونبذل كل الجهود الممكنة من أجل دفع ملف المعتقلين إلى الواجهة، وتحقيق ضغط دولي من أجل إطلاق سراح السوريين من السجون بأسرع وقت، لأن هذا الملف لا يُمكن أن يكون جزءًا من أي مفاوضات أو بازار سياسي، هو ملف إنساني، لا تفاوضي”.
وأكد أيضا أن “المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سوريا يعلمون يقينًا أن النظام هو من يُعرقل التقدم في هذا الملف، وبانتظار أن نرى تحرك فعلي عملياتي ملموس من أجل إطلاق سراح المعتقلين فورا”.
.
ولفت النظر إلى أن “الإجرام، والتوغل في الدماء السورية، والنار والحديد، هي استراتيجية النظام في قمع الثورة السورية ومطالب السوريين، لذلك فإن المُحاسبة هي مطلب عضوي وضروري، من أجل ردّ الحق لأهلنا، ومنع المجرمين من الاستمرار في أفعالهم وانتهاكاتهم. إن قانون الحياة قائم ومنظوم بمحاسبة الجُناة والمجرمين، لأنه دون المحاسبة لن يكون هناك نظام، ولن تُحفظ الحقوق، ولن يأمن الناس”.
ومطلع آذار/مارس الجاري، أكد رئيس هيئة التفاوض السورية، أنس العبدة، وخلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، أن النظام السوري يرفض إنجاز أي خطوة في ملف المعتقلين في سجونه، محذرا من مماطلة النظام وإضاعته للوقت في هذا الملف.
وتطرق العبدة، أثناء اللقاء إلى ملف المعتقلين، مطالبا المبعوث الأممي بـ “ضرورة إنجاز تقدم فعلي وحقيقي في ملف المعتقلين الذين يرزحون في سجون النظام، ويُعانون الظلم والتعذيب”.