وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، رأس النظام السوري “بشار الأسد” بأنه “ملك الخراب” في سوريا، مشيرة إلى أن سوريا باتت “منهارة”، وأن “الأسد” يحكم على بساط من الأنقاض.
جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة الفرنسية، السبت، بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع الثورة السورية والحرب الدائرة فيها.
وكرت الصحيفة، حسب ما وصل لمنصة SY24، أنه بعد عشر سنوات من الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري، التي تحولت إلى حرب أهلية كارثية، ما يزال بشار في مكانه، لكنه يحكم على بساط من الخراب والأنقاض.
وأضافت أن القتال توقف عمليا، وبقي النظام على قيد الحياة، لكن سوريا انهارت. سكانها ووطنهم في حالة يرثى لها. لم يعد الشعار “الأسد أو نحرق البلد”، بل أصبح “الأسد والدولة المتفحمة”، الخضوع والتدمير.
ووصفت الصحيفة الفرنسية، “بشار الأسد” بـ “الرجل المنبوذ”، مشيرة إلى أنه بحلول نهاية الربيع، من المرجح أن يكون “الأسد” قد فاز بولاية رابعة مدتها سبع سنوات. ولم يعرف بعد جدول الانتخابات ولا هوية المرشحين. لكن لا يوجد مراقب يرى أن “بشار الأسد” تنازل من تلقاء نفسه عن هذا الاستفتاء المعروفة نتيجته سلفا، فكل شيء يتلاقى مع إعادة انتخاب هذا المنبوذ الملطخة يديه بالدماء، الذي كان موعودا قبل بضع سنوات، بمصير كارثي: المنفى أو الزنزانة أو القبر.
وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى الأوضاع الاقتصادية في مناكق سيطرة النظام، مبينة أن البلاد تغرق في الهاوية. فجائحة كورونا، وإفلاس القطاع المصرفي اللبناني، ودخول” قانون قيصر” الأمريكي حيز التنفيذ، خنقوا المزيد من الإنتاج والتجارة. والخوف من القانون الأمريكي يعرض السكان لحصار اقتصادي بحكم الأمر الواقع.
وأضافت أنه نتيجة لذلك، تسارع انهيار الليرة السورية وارتفعت أسعار السلع، مما اضطر الحكومة إلى خفض الدعم عن الخبز والوقود والغاز. وتمتد الطوابير أمام المخابز ومحطات الوقود لمئات الأمتار، وأحيانا أميال، مما يثير التذمر المتزايد، بما في ذلك داخل المجتمع العلوي، الأقلية التي تنحدر منها عشيرة الأسد، القاعدة التقليدية للنظام.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى سقوط ما بين 300 ألف و500 ألف قتيل، و1.5 مليون من المعاقين، و5.6 مليون من اللاجئين، و6.2 مليون نازح. وتم تدمير أو إتلاف ثلث مخزون المباني.
وتابعت أنه وفقا لتقرير صادر في أيار/ مايو 2020، عن المركز السوري لأبحاث السياسات، وهو شركة أبحاث مستقلة، فإن خسائر الحرب التراكمية تصل إلى 530 مليار دولار. وبحسب المصدر ذاته، خسرت الدولة ثلثي ناتجها المحلي الإجمالي، حيث انخفض من 60 مليار دولار في عام 2010 إلى 21 مليار دولار في عام 2019.
وأشارت إلى أن حكومة النظام تحرص على عدم ادعاء النصر، حيث يدرك “بشار الأسد” جيدا أن ثماره مريرة بشكل خاص، كما أنه يمتنع عن البحث عن سبل للرد على الأزمة التي ينسبها بالكامل إلى “الحرب الاقتصادية” التي قيل إن الغرب شنها ضده بعد خسارته المعركة عسكريا على الأرض.
ونهاية شباط/فبراير الماضي، خلص تقرير للأمم المتحدة، أعدته “لجنة التحقيق الدولية المستقلة”، إلى أن ما يقرب من 10 سنوات من الحرب في سوريا قد وسمت الصراع بأبشع الانتهاكات للأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان، بما في ذلك حدوث أنواع من الإبادة الجماعية.
وقالت عضو اللجنة كارين كونينغ أبو زيد إن السكان السوريين تعرضوا لحصار قاس على مدى السنوات العشر الماضية، مما أدى إلى حدوث مجاعات بسبب القيود التي فرضها النظام على دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وفي شباط/فبراير الماضي أيضا، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 60% من سكان سوريا أي ما يعادل أكثر من 12 مليون شخص، يواجهون أسوأ أزمة انعدام تام للغذاء، معربة عن شعورها بالقلق من هذه الأعداد.