أفادت عدة مصادر حقوقية متطابقة، اليوم الثلاثاء، بتعرض مقر صحيفة روسية معروفة، لهجوم بالسلاح الكيماوي، على خلفية نشرها تحقيقا يتعلق بمقتل سوري على يد مرتزقة “فاغنر” الروسية.
وأشارت المصادر الحقوقية حسب ما وصل لمنصة SY24، إلى أن صحيفة “نوفايا غازيتا” الاستقصائية الروسية ومقرها العاصمة موسكو، تعرضت، أمس الإثنين، لهجوم بمادة كيميائية، ألقيت عند مدخل مقرّ هيئة تحريرها.
ونقلت المصادر عن رئيس تحرير الصحيفة ديمتري موراتوف، قوله إن “المبنى الذي يضمّ هيئة تحريرنا تعرّض هذا الصباح (الإثنين) لهجوم كيميائي. ليس بإمكاننا التنقل بين الطوابق ولا الخروج إلى الشارع”.
وأضاف أن “قوات الأمن تحلل حالياً هذه المادة، لاسيما أجهزة الأمن الفدرالي لروسيا الاتحادية اف اس بي”.
وتابع قائلا “لقد أجلينا الأشخاص الذين يعانون من حساسية، العمل مستمرّ”.
وبيّنت المصادر أن هذه الحادثة تأتي في وقت قدّمت ثلاث منظمات غير حكومية شكوى، أمس، في روسيا ضد مرتزقة مفترضين من مجموعة فاغنر الروسية للأمن الخاص في قضية قتل سوري في العام 2017 بوحشية كبيرة.
وأوضح رئيس تحرير الصحيفة الروسية، أن الاتهامات الموجهة لمرتزقة “فاغنر” تستند إلى ما كشفته عام 2019 صحيفة “نوفايا غازيتا” التي نشرت تحقيقاً حول هذه الجريمة بالإضافة إلى شريط فيديو يُظهر القتل.
ويظهر في الشريط المصوّر رجال يتحدثون اللغة الروسية ويضربون ضحيّتهم بمطرقة ثم يقطعون أوصاله لينتهي المشهد برشه بالوقود قبل إضرام النار في جسده فيما كان رأسه معلّقاً على عمود. ونشرت الصحيفة أيضاً تحقيقاً حول تجاوزات مرتكبة في الشيشان.
وأمس، ذكر “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، في بيان، أنه في عام 2017 وفي محافظة حمص تعرض مواطن سوري للتعذيب والقتل وتشويه جثته على يد ستة أفراد من مجموعة “فاغنر” الروسية.
وأضاف البيان أنه، يوم الخميس الماضي، قام أحد أفراد عائلة هذا المواطن السوري بتقديم شكوى جنائية في موسكو.
وأوضح البيان أن الشكوى، التي يسرها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومركز ميموريال لحقوق الإنسان، تطالب ببدء إجراءات جنائية ضد أعضاء مزعومين في ما يسمى بالشركة العسكرية الخاصة مجموعة “فاغنر”.
وأشار البيان إلى أن هذه الدعوى تعتبر المحاولة الأولى من نوعها من قبل عائلة ضحية سورية لمحاسبة المشتبه بهم الروس على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، إذ تطالب الشكوى بالشروع في إجراءات جنائية على أساس جريمة قتل ارتكبت باستخدام القسوة المفرطة، بهدف إثبات مسؤولية الجناة المزعومين في الأفعال المنسوبة إليهم عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، بما في ذلك جرائم حرب.
يشار إلى أن “مجموعة فاغنر”، التي تتألف في الغالب من مواطنين روس خاضعين للسيطرة الفعلية للاتحاد الروسي، كانت نشطة لعدة سنوات في عمليات قتالية في مناطق مختلفة، بما في ذلك في سوريا. وردت تقارير عديدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبتها المجموعة ضد المدنيين، وباستخدام القسوة المفرطة في بعض الأحيان، حسب المركز الحقوقي.