نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تقريرا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للثورة السورية، أكدت فيه أن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، أتاح لإيران التحكم في الشؤون الداخلية لسوريا، بما في ذلك نشر “التشيّع”.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان “إيران تسعى لتحويل سوريا للتشيّع”، إلى أن طهران تستخدم الدين من أجل الحفاظ على نفوذها، كما فعلت في لبنان من خلال ذراعها حزب الله.
وأضاف التقرير أن إيران وخلال 10 سنوات منذ اندلاع الثورة السورية، استغلت الحرب الأهلية وخلط الأوراق لتثبيت الوجود الإيراني إلى الأبد في سوريا، حيث جندت طهران ميلشيات من أفغانستان والعراق وباكستان، وحتى فصائل موالية لحزب الله، لمحاربة الفصائل المعارضة للنظام السوري، ودعم استمرار وجود الأسد وعائلته في الحكم.
ولفت التقرير إلى أن رأس النظام “الأسد”، أتاح لطهران التحكم في الكثير من الشؤون الداخلية للبلاد، حتى أصبحت طهران راغبة في تغيير كل شيء في سوريا، بما في ذلك نشر التشيّع، والدفع ببقية الطوائف لتصبح أقلية في البلاد.
وبيّن التقرير أنه على مدار 10 سنوات من عمر الثورة، جنّدت إيران ميليشيات سورية تحت ذريعة حماية المزارات الشيعية، لتصبح هذه الفصائل هي الأكثر انتشار في ضواحي العاصمة دمشق، كما أنها تتحكم بالعديد من النقاط الحدودية مع لبنان والعراق وحتى إسرائيل.
وأشارت فورين بوليسي، إلى أن عددا من السوريين تحولوا لـ “التشيّع”، ونقلت عنهم ادعاءهم أن “الأوضاع الاقتصادية جعلت من الصعوبة عليهم تجاهل الامتيازات التي تقدمها إيران”.
وأوضح التقرير أن المقاربة الإيرانية في سوريا، تنطوي على استراتيجية مختلفة في تعامل النظام مع روسيا، حيث تطمح طهران إلى إيجاد جيل جديد من الشباب يدين بالولاء لإيران، وفي مرحلة من المراحل ستطالب طهران يإعطاء هؤلاء حقوقا ومناصب في الدولة السورية.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لمنصة SY24، إن “مقال فورن بوليسي الذي نشر لمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، وضع النقاط على الحروف فيما يخص التدخل الإيراني في سوريا، فخطر النفوذ الإيراني في المجتمع السوري سواء من الناحية الثقافية أو الاقتصادية أصبح أخطر من نفوذه العسكري اليوم”.
وأضاف أن “الحرس الثوري لديه تجربة النفوذ في أفغانستان والعراق وأيضا لبنان واليمن، ويعلمون أن التقارب الثقافي ووجود علاقات تجارية يبني الأساس للحضور العسكري الطويل المدى في هذه البلاد”.
وأوضح قائلا “الجدير بالذكر أن التدخل الروسي في سوريا رغم أنه جاء بدعوة إيران لكنه عقّد النفوذ الإيراني، وهناك انتقادات داخلية حتى من المتشددين في إيران حول المبالغ التي صرفها الحرس الثوري في سوريا دون الحصول على مكاسب مادية أو عسكرية معادلتين للتكاليف”.
وتابع “مع ذلك الحرس الثوري يستمر في هدر أموال الشعب الإيراني في الحروب النيابية والميليشيات والمرتزقة كجزء من استراتيجية البقاء في سدة الحكم في طهران، ويعتبر سوريا حلقة الوصل بين بغداد وبيروت، فعلى هذا الأساس يستمر في ترسيخ نفوذه مهما كلفه من الثمن”.
وختم قائلا “ما كتبت عنه فورن بوليسي عن النفوذ الإيراني في سوريا، تم توثيقها في منصة SY24 ، والكثير من المواقع التابعة للثورة السورية خلال السنوات الـ10 الماضية”.
يشار إلى أن إيران تحاول أن تسبق الزمن من خلال توقيع العقود التي تمكنها من الاستحواذ على قطاع الاقتصاد والتجارة والمصارف والخدمات، وأيضا وضع يدها على القطاع العام وجعله يتبع لها وتحت إمرتها.
وكان أخطر ما حذّر منه مراقبون لمنصة SY24، هو وضع يدها على التعليم في سوريا استكمالا لمخططها الهادف للتغيير الديمغرافي والتغلغل بشكل أكبر وأكبر.
الجدير ذكره أن المركز الثقافي الإيراني في دير الزور من أهم أذرع إيران في نشر “التشيّع” في سوريا وخاصة في دير الزور، إضافة إلى الكثير من الأذرع الإيرانية التي تتغلغل بين السوريين بحجة الدعم الاقتصادي والتجاري، وكل ذلك بضوء أخضر من “الأسد”.