أكدت منظمة “هانيدكاب إنترناشونال” الفرنسية، أن إعادة إعمار سوريا “ستستغرق أجيالا عدة”، مشيرة إلى أن ملايين السوريين لا يمكنهم العودة إلى ديارهم بسبب الدمار الهائل، في تصريح جديد صادم حول الأوضاع في سوريا، وفق مراقبين.
وحذرت المنظمة الفرنسية في تصريحات لصحفية “الشرق الأوسط”، وحسب ما رصدت منصة SY24، من ضياع جيل جديد بأكمله في حال لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لمستوى العنف الذي تخطى كل الخطوط الحمراء، حسب وصفها.
وأكدت المنظمة، أن الأخطار في سوريا لم تتوقف يوماً، حتى في المراحل التي قيل فيها إن الأوضاع ستشهد بعض الاستقرار كانت تتجدد موجات النزوح، مضيفة أنه في الوقت الحالي ربما تراجعت حدة أعمال القصف، لكنها لم تتوقف.
وتابعت أنه فيما يخص الجيل الجديد “حق علينا أن نضع إطاراً بالحد الأدنى لكي لا يتكرر ما حصل، والتحدي بالنسبة إلينا وللمجتمع الدولي هو عدم التضحية بهذا الجيل الجديد على غرار ما حصل لذويهم”.
وأشارت إلى أن ملايين السوريين الذي غادروا البلاد إلى دول مجاورة مثل لبنان والأردن، لا يمكنهم العودة لأنهم خائفون، وإنما أيضاً لانعدام فرص التطلّع إلى المستقبل بسبب الدمار الهائل اللاحق بالبلاد.
وأوضحت أن “عدد المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في البلاد أقل من خمسين، وفي الرقة على سبيل المثال، ما نسبته 80% من البنى التحتية مدمّر”.
وأضافت أن “ما يميّز النزاع في سوريا عن غيره من النزاعات، هو حجم الدمار الناجم عن استخدام أنواع عدة من العبوات الناسفة، وهو ما يجعل إزالة الألغام تقنياً عملية بالغة التعقيد، كما أن ماهية المناطق المدمّرة من حضرية ومناطق محيطة بها لا تزال تعقّد الأمور”.
ووثقت المنظمة “225 ألف استخدام للأسلحة المتفجرة بين عامي 2012 و 2019 في حلب وإدلب وضواحي دمشق خصوصاً”، ولفتت إلى أن “ما بين 10 و30% من الوسائل المستخدمة في عمليات القصف هذه لم تنفجر، ما يقود إلى مستوى غير مسبوق من المخلفات التفجيرية التي تُضاف إليها الألغام والعبوات يدوية الصنع، إلخ”.
ورأت أن “عمليات نزع الألغام وأعمال التنظيف وإعادة الإعمار باعتقادنا ستستغرق أجيالاً عدة”، واصفةً الوضع بأنه أشبه بـ “ساحة أنقاض”.
وقبل أيام، وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، رأس النظام السوري “بشار الأسد” بأنه “ملك الخراب” في سوريا، مشيرة إلى أن سوريا باتت “منهارة”، وأن “الأسد” يحكم على بساط من الأنقاض.
وجاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة الفرنسية، بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع الثورة السورية والحرب الدائرة فيها.
وذكرت الصحيفة، حسب ما وصل لمنصة SY24، أنه بعد عشر سنوات من الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري، التي تحولت إلى حرب أهلية كارثية، ما يزال بشار في مكانه، لكنه يحكم على بساط من الخراب والأنقاض.
وأضافت أن القتال توقف عمليا، وبقي النظام على قيد الحياة، لكن سوريا انهارت. سكانها ووطنهم في حالة يرثى لها. لم يعد الشعار “الأسد أو نحرق البلد”، بل أصبح “الأسد والدولة المتفحمة”، الخضوع والتدمير.
يشار إلى أنه في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، ذكرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير لها أن أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأدت الحرب إلى إضعاف الاقتصاد، إذ باتت تنتج سوريا اليوم 60 ألف برميل نفط وهو سدس ما كانت تنتجه قبل الحرب، ولم تنتج سوريا من محاصيل القمح العام الماضي إلا نصف ما كانت تنتجه قبل الحرب.
وفي أيلول أيضا، أعلنت لجنة الأمم المتحدة “الإسكوا” عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها سوريا والمقدرة بأكثر من 442 مليار دولار أمريكي، وذلك خلال الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2019، واصفة تلك الخسائر بـ “الفادحة”.