يتواصل نزيف الليرة السورية الحاد أمام العملات الصعبة وخاصة الدولار، في ظل حالة من التخبط يشهدها سوق الصرف في عموم المحافظات السورية، يضاف إلى ذلك غلاء الأسعار وعجز حكومة النظام ومصرفه المركزي عن إيجاد الحلول لضبط سعر الصرف.
وتخطى سعر صرف الدولار في تعاملات سوق العملة، اليوم الإثنين، حاجز الـ 4500 ليرة سورية، وفق ما رصد مراسلو منصة SY24 في الداخل السوري.
ووصل سعر صرف الدولار في دمشق إلى 4420 ليرة سورية، في حين وصل سعر صرفه في حلب إلى 4400 ليرة سورية، في حين وصل سعر صرف الدولار في إدلب إلى 4500 ليرة سورية.
وتعليقا على مستقبل الليرة السورية في ظل انهيارها أمام العملات الصعبة، قال الحقوقي المهتم بالشأن الاقتصادي والخدمي “عبد الناصر حوشان” لمنصة SY24، إن “الليرة في تدهور مستمر ولن تستقر أبدا ما دام النظام موجود، وهذا التدهور مظهر من مظاهر انهياره و علامة على قرب سقوطه”.
وأضاف أن “إصرار رأس النظام السوري (بشار الأسد) على خوض الانتخابات سيؤدي إلى مزيد من الضغط والحصار عليه اقتصاديا”.
وأكد أن “الأيام القادمة ستكون أقسى وأصعب على الاقتصاد السوري والليرة السورية، لأنه لن تتغير المعطيات الحالية التي هي سبب تدهوره”.
وتداولت صفحات موالية أنباء “غير مؤكدة” عن نية المصرف المركزي التابع للنظام رفع سعر صرف الدولار من 1265 ليرة سورية إلى 2500 ليرة سورية، في خطوة أثارت مزيدا من الاستغراب، مؤكدين في الوقت ذاته أن ذلك يعني مزيدا من الانهيار لليرة السورية وأن سعر صرف الدولار في السوق السوداء سوف يصل إلى 5000 ليرة سورية، حسب تعبيرهم، ليسارع المصرف المركزي إلى نفي ذلك والتأكيد أن سعر الصرف على حاله 1256 ليرة سورية.
ويتزامن نزيف الليرة السورية الحاد، مع أزمة “كورونا” حادة أيضا، بعد اعتراف النظام بأن المشافي العامة في العاصمة دمشق والعنايات المشددة امتلأت بالمرضى، وأن نسبة الإشغال 100%، لافتة إلى أنه بات يتم تحويل المرضى إلى المشافي الأخرى في المحافظات، نظرا لعدم القدرة على استيعابهم، إضافة لاستمرار تسجيل الإصابات بشكل يومي.
ونهاية 2020، وصفت واشنطن في بيان، رأس النظام السوري وأزلامه بـ “الفاسدين” الذين نهبوا الاقتصاد السوري، مؤكدة أن “الأسد” يبدد ملايين الدولارات لدعم الهجمات العسكرية وقتل السوريين.
وجاء في البيان أن “الأسد وأزلامه الفاسدون استغلوا الصراع لنهب الاقتصاد السوري، فهم لا يعملون على إثراء أنفسهم بينما يعاني السوريون العاديون فحسب، بل يبدد نظام الأسد عشرات الملايين من الدولارات كل شهر، في هجماته ضد الشعب السوري”.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أكدت واشنطن أن “عائلة الأسد وأعوانها يعيشون في رفاهية وثراء على حساب الشعب السوري، بينما يرتكب النظام أعمالا همجية ضد شعبه، ويفشل في اتخاذ الخطوات الأساسية لرفع المعاناة عن الشعب السوري”.
وأضافت أن “النظام السوري تكبد مئات ملايين الدولارات بسبب الحملة التي شنها على إدلب، من نيسان 2019 وحتى آذار 2020، مشيرة إلى أن كل تلك الأموال صرفت على المؤن والذخيرة والوقود والمعدات الأمنية”.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير، أن النظام السوري يدفع بملايين السوريين (في مناطق سيطرته) نحو الجوع.