تتعالى الأصوات بشكل يومي من مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك للتعبير عن الوضع المعيشي المتردي وغلاء الأسعار، رغم كل الادعاءات التي تصدر عن حكومة النظام بأن الليرة السورية تشهد انتعاشا مقابل الدولار وأن الأسعار في طريقها للانخفاض، الأمر التي تُكذبه تلك الأصوات، في حين أكد مصدر سوري معارض أن النظام يعيش آخر أيامه رغم مكابرته.
وفي التفاصيل التي رصدتها منصة SY24، أكد أحد القاطنين في دمشق القديمة والذي يؤدي خدمته الاحتياطية في صفوف النظام، أن مظاهر الفقر والأحوال المتردية يمكن ملاحظتها في كل شوارع العاصمة دمشق.
وقال في منشور على حسابه في “فيس بوك”، إن شوارع دمشق “شوارع كئيبة تشبه أيام الحرب، لكن الفرق أنه كانت تفوح منها رائحة الدم والموت، أما اليوم فتفوح منها رائحة الفقر والجوع.. الله يفرجها”.
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمهتم بالشأن السياسي والمحلي في سوريا وخاصة في مناطق النظام “فراس السقال” لمنصة SY24، “أظن أن النظام السوري يعيش آخر أيامه ومازال يكابر قائلا: بأن أحوال محافظاته التي يحكمها طبيعية وذلك نتيجة الحصار الذي يمارسه عليه أعداءه كما يدعي”.
وأضاف “أصبحت ويلات ونكبات مواليه تتصاعد نظراً لما يعانوه من الخناق الذي فرضه عليهم نظامهم نفسه بسياسته الظالمة التي أحرقت الأخضر واليابس، وفي كل يوم يتصدر الشاشات والقنوات ووسائل التواصل موالٍ (للعظم) يرفع صوته متمرداً من أثر الجوع والفقر الذي آلت إليه أحواله”.
وفيما يخص مزاعم النظام من أن الليرة تنتعش أمام الدولار في محاولة لامتصاص غضب الشارع اقتصاديا، أوضح “السقال” أنه “بالنسبة لليرة السورية فقد أضحت صخرة عظيمة تتدحرج منحدرة من قمة شاهقة، ولن يستطيع أحد الوقوف في وجه هذا التهاوي السريع، فالذي يريد إيقافه ستجرفه، وها هي إيران التي اقتصادها أصبح في الحضيض أيضا تحاول تبطيئ انهيار الاقتصاد السوري ولكن حجم هذا التدهور تعجز عنه خزائن طهران الخاوية”.
وتابع “أما حال تجار النظام السوري فهم يساعدون في انمحاق الليرة أكثر، من خلال شراء العملة الصعبة وزيادة الطلب عليها، لضمان حياتهم ومستقبلهم، فحالهم يقول: (بعد حشيشي ما ينبت حشيش، وألف عين تبكي ولا عين أمي)”.
وأضاف أيضا “وبالنسبة للمواطن السوري البائس فهو تلك الكرة التي تتقاذفها الأرجل، فهو الضحية الوحيدة في هذا الحال المعدوم، ومع كل ذلك فهو مكموم لا حفاظاً على حياته من الكورونا، بل لسلامة رقبته من سيف الظالم الأسد، الذي يكمّ فمه، ويجبره على قبول الموت البطيء كل يوم في مسلسل الطوابير”.
وختم السقال قائلا “أنصح كل من يعيش تحت سيطرة هذا النظام من ثائر ومعارض وموال، هذا الوقت الذهبي للخلاص ولكسر أغلال الظالم، وخلع لجام الذل، وقول كلمة الفصل، فالنظام انهار تماماً، فروسيا يئست منه وتبحث عن مخرج وبديل، وإيران تهرب من صدامها مع روسيا، والمحاكم في الخارج تعمل ضد النظام وأجهزته، والعائلة الحاكمة يتناقص عددها كل يوم فراراً إلى الملجأ الأخير، فلا سيادة ولا سلطة لمن لا يستطيع إطعام أهله وحماية بلده والدفاع عن اقتصاده”.
وقبل أيام، شهدت أسواق العاصمة دمشق تخبطًا كبيرًا، نتيجة موجة الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بعد ارتفاع سعر الصرف مقابل الدولار، لما يزيد عن 4600 ليرة لكل دولار واحد.
وأشار مراسلنا إلى موجة الغلاء الكبيرة في الأسواق، وسط أوضاع معيشية صعبة يعيشها الأهالي في دمشق وخاصة في المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة، دون أي تحرك من قبل قوات النظام أو مؤسساته لتحسين الواقع المعيشي أو الخدمي أو الاقتصادي.
يشار إلى أن روسيا تكثف من مساعيها لإنعاش النظام اقتصاديا، وذلك من خلال الضغط على تركيا لفتح معابر الشمال السوري باتجاه مناطق سيطرة النظام.
وخلال اليومين الماضيين، ضجت منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بوسم هاشتاغ “لا لفتح المعابر”، في إشارة إلى الرفض الواسع من قبل الناشطين والفعاليات الثورية لمثل هكذا خطوة تنعش النظام المنهار اقتصاديا، والتي تحاول روسيا دعمه بشتى السبل.