تفيد الأنباء الواردة من داخل العاصمة دمشق، عن تطور سياسي لافت من قبل معارضة النظام السوري في الداخل، عنوانه الأبرز المطالبة برحيل رأس النظام السوري “بشار الأسد”، وعدم اعترافها بالانتخابات المزمع إجراؤها ومشاركة “الأسد” فيها قريبا.
وفي وقت كان من المقرر فيه عقد المؤتمر التأسيسي لـ “الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)”، اليوم السبت، وبمشاركة نحو 18 مكوناً سياسياً بينها القوى المشاركة في هيئة التنسيق التي تأسست في 2011، وشاركت في مؤتمر المعارضة في الرياض نهاية 2015، لكنّ قوات أمن النظام السوري كانت لمنظمي المؤتمر في المرصاد واستنفرت بكامل قوتها لمنع عقده في دمشق.
وفي آخر التفاصيل التي وصلت لمنصة SY24، فقد ذكرت “هيئة التنسيق الوطنية” أن قوات أمن النظام السوري منعت، اليوم، عقد مؤتمر كان ممثلو قوى معارضة في الداخل عقده في دمشق للإعلان عن إطلاق جبهة باسم “الجبهة الوطنية الديمقراطية” (جود).
جاء ذلك على لسان المنسق العام لـ “هيئة التنسيق الوطنية”، حسن عبد العظيم، الذي قال في تصريحات حتى لوسائل إعلام روسية، إن “اللجنة التحضيرية للمؤتمر تلقت في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، من قوات أمن النظام أن عقد المؤتمر ممنوع قبل تقديم طلب إلى وزير الداخلية”.
وأشار إلى “تأجيل المؤتمر” مبينا أن “قوات أمن النظام لم تكتف بالتبليغ، بل إنها أرسلت عناصر من أمن الدولة والجنائية والشرطة، وحاصروا البناء الذي كان سيتم فيه عقد المؤتمر، ومنعوا الخروج والدخول، كما منعوا وسائل الإعلام، والصحفيين، من تغطية ما يجري”.
وكانت عدة مصادر متطابقة، ومنها صحيفة “الشرق الأوسط”، تداولت “مسودة الرؤية السياسية” للمؤتمر التأسيسي لمعارضة الداخل، والتي تطالب بـ “إنهاء نظام الاستبداد القائم بكل رموزه ومرتكزاته، والتمسك بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بموجب بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية”.
وطالبت المسودة أيضا بـ “إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية وبناء جيش وطني، مع تحييده عن السياسة والعمل الحزبي، إضافة إلى إخراج جميع الجيوش والميليشيات غير السورية (في إشارة إلى إيران وروسيا وغيرها).
يشار إلى أن ماكينات النظام الإعلامية سارعت لمواجهة هذا المؤتمر، وادعت صحيفة “الوطن” الموالية أن أمين عام “الجبهة الديمقراطية السورية” المعارضة الناشطة في الداخل، المدعو “محمود مرعي”، قلل من أهمية المؤتمر الذي أعلنت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي”، المعارضة إنه سيعقد في دمشق (اليوم السبت)، للإعلان عن تأسيس ما تسمى “الجبهة الوطنية الديمقراطية – جود”، معتبراً أن من سيشارك فيه “بقايا هيئة التنسيق” التي تريد “اختلاق جبهة من لا شيء”، حسب ما نقلت تلك الصحيفة.
الجدير ذكره أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” يتجهز لإجراء الانتخابات الرئاسية في الأشهر القليلة المقبلة، في حين تؤكد المعارضة السورية ومن بينها “هيئة التفاوض السورية”، أن “الانتخابات التي يستعد لها رأس النظام السوري (بشار الأسد) هي انتخابات غير شرعية ولا تمثل السوريين، لافتا النظر إلى أن الانتخابات يجب أن تكون في إطار تطبيق القرار الأممي، والتي تأتي بعد الدخول في مرحلة الحكم الانتقالي وكتابة الدستور الجديد”.