حذّر الباحث السياسي “رشيد الحوراني” من المساعي الروسية للسيطرة على آثار مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، لافتا إلى أن روسيا تسعى لاستغلال الغرب من خلال تلك المدينة.
كلام “الحوراني” والذي ينحدر من مدينة حمص، جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعليقا على ما أعلنه النظام السوري من توقيع اتفاقيات جديدة مع روسيا بحجة ترميم الآثار في تدمر.
واعترف مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف التابع للنظام، المدعو “نظير عوض”، وفق مصادر موالية، أنه تم إبرام 3 اتفاقيات مع روسيا لترميم الآثار في مدينة تدمر.
وكشف “عوض” أن النظام يسعى من وزراء تلك الاتفاقيات مع الروس إلى إقناع “يونسكو” برفع (دمشق) عن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بحجة أنه يتم العمل على الترميم في أكثر من منطقة داخل سوريا.
وادعى أن مديرية الآثار والمتاحف بدأت مع اليونسكو إجراءات تصحيحية لرفع دمشق عن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، مشيرا إلى أنهم ينتظرون في حزيران المقبل عقد اجتماع مع اليونسكو لاستكمال ذلك بعد القيام بالعديد من الأعمال وإعداد التقارير الخاصة برفع دمشق عن هذه القائمة.
وأشار إلى أنه سيتم الانتقال بعد دمشق إلى قلعتي الحصن وصلاح الدين وتدمر وحلب وغيرها.
ولفت النظر إلى الاتفاقية الموقعة مع روسيا بخصوص ترميم “قوس النصر” في مدينة تدمر، وأضاف أنه جرت اجتماعات مع الخبراء الروس لمناقشة الأعمال التي ستبدأ لترميم وإعادة رفع قوص النصر الأثري، وهي في طور التوثيق والدراسات للوصول إلى أعمال الترميم.
وأكد أنه خلال الاجتماعات تم وضع البرامج اللازمة لإنشاء فرق عمل تعنى بالتوثيق وتحضير الوثائق، كجزء من أعمال ترميم قوس النصر، وفرق أخرى تتولى شؤون الركام.
وبالعودة إلى تصريح الباحث “الحوراني” قال: “تعمل روسيا على السيطرة على معظم القطاعات التي من شأنها تحقيق مصالحها الاقتصادية مستقبلا، وتولي أهمية خاصة بمدينة تدمر وآثارها نظرا لأهميتها السياحية وإمكانية تحصيل عائدات مالية كبيرة من وراء ذلك في حال استقرت الأمور”.
وأضاف أن “أهمية تدمر تأتي من أن الدول الغربية توليها اهتماما خاصا أيضا لأنها عاصرت الإمبراطورية الرومانية، وهي تريد القول للدول الأوربية إنها تحافظ على جزء من تراثهم، كأسلوب لتليين مواقفهم السياسية”.
ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أعلنت حكومة النظام السوري عن التنازل عن آثار تدمر لصالح روسيا بحجة البدء بترميمها، وتوقيع مذكرة تفاهم بهذا الخصوص.
وذكرت مصادر موالية للنظام، حسب ما وصل لمنصة SY24، أن المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام، وقعت مع جمعية “صناعة الحجر” في روسيا مذكرة تفاهم لترميم (قوس النصر) في مدينة تدمر الأثرية.
وفي أيلول/سبتمبر2020، أكد تقرير صادر عن “معهد دراسات الشرق الأوسط”، أن النظام السوري ألحق أضرارا كبيرة بالآثار التاريخية في سوريا، مشيراً إلى أن رأس النظام “بشار الأسد”، يستخدم التراث الثقافي كأداة ترويجية له، وأنه يدعي المحافظة على التراث السوري من خلال نشر قواته في مواقع أثرية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، حصلت شركة صربية على عقد لاستخراج الفوسفات من منطقة تدمر شرقي سوريا، وذلك بعد مصادقة ما يسمى “مجلس الشعب” التابع للنظام على العقد، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه عملية بيع جديدة للثروات والموارد على يد رأس النظام.
الجدير ذكره أنه في 31 أيار/مايو 2020، عيّن الروس الجنرال “أليكس سليمين” حاكما روسيا على منطقة البادية، ومنحه مقرا أمنيا بجوار مقر حاكم تدمر الروسي داخل مضمار الفروسية في المدينة.