فاجأت القنصليات والسفارات التابعة للنظام السوري في عدد من الدول، الكثير من السوريين المعارضين للنظام، جراء إعلانها بدء التحضيرات للانتخابات الرئاسية، والتي سيشارك فيها رأس النظام “بشار الأسد”، معتبرين أنه يتحدى المجتمع الدولي.
وجاء في البيانات الصادرة عن سفارة وقنصلية النظام في الإمارات، وسفاراته في السودان والكويت، أنه تحضيراً للانتخابات الرئاسية التي ستجري في سوريا قبل 14 تموز 2021، تقوم السفارات المذكورة بتحضير القوائم الانتخابية للمواطنين السوريين المقيمين والمتواجدين في تلك الدول.
وطالبت المواطنين السوريين البالغين الراشدين والراغبين بالانتخاب ممن أتموا سن الـ 18 من العمر أو تجاوزوه بتاريخ الانتخاب، تسجيل أسمائهم ضمن روابط موجودة نشروها على معرفاتهم الرسمية، في موعد أقصاه اعتبارا من الثلاثاء 13 نيسان/أبريل الجاري، وحتى الـ 25 من الشهر ذاته.
وتعليقا على ذلك قال الصحفي السوري “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، إن “الانتخابات السورية منذ انقلاب عائلة الأسد على السلطة وتعاقبهم بإنقلاب عسكري على زمن حافظ وصولا إلى الإنقلاب الدستوري في عهد بشار، تحمل في طياتها على أن النظام السوري لا يمكن إصلاحه مطلقا”.
وأضاف “كنت شاهدا على ما أطلق عليه (انتخابات الدم)، حيث كنت قدمت معاملة للسفارة السورية في الأردن، وعند موعد تسليم الجوازات شاهدت ازدحاما في السير في العاصمة عمان، ولم يكن لدي تصور بحجم المسرحية لإخراج هذا المشهد، وما إن وصلت إلى السفارة ووقفنا من أجل انتظار الدور وإذ بصور بشار والأغاني الوطنية بصوتها الصاخب والمزعج والمنفر أيضا هي الضابط لهذا العجز القائم لدى النظام”.
وتابع قائلاً: “ما أن وصل دوري وإذ أحد الموظفين من كادر السفارة يسألني قائلا (أنت جئت لتنتخب الرئيس بشار؟)، فكان ردي عفويًا وصادمُا في الوقت ذاته، فقلت لهم بداية من هم المرشحون ولماذا تتصلوا بنا من أجل استلام وثائقنا في ظل تلك الفوضى؟!، وللأسف كان الرد برفض معاملتي حالا ودفعت في حينها ثمنا لموقفي”.
وأشار إلى أن “النظام ما زال يستثمر كل الأزمات التي تحيط به، متجاهلا حجم الكارثة التي تسببها والتهجير الديموغرافي الذي يحصل، والشروخ القومية والمذهبية التي ستحتاج لأجيال لأن تندمل، وكذلك عملية التجنيس التي تجري للميليشيات الداعمة له، والتي سوف تساهم ما بعد سقوطه بزيادة الشروخ بين كافة المكونات”.
وختم بالقول: “أعتقد أنه لا حل في سوريا في ظل تواجد الميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات ذات الولاء المطلق لإيران”.
الجدير ذكره أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” يتجهز لإجراء الانتخابات الرئاسية متجاهلاً الأزمات التي تعصف بمناطق سيطرته، في حين تؤكد المعارضة السورية ومن بينها “هيئة التفاوض السورية”، أن “الانتخابات التي يستعد لها رأس النظام السوري (بشار الأسد) هي انتخابات غير شرعية ولا تمثل السوريين”.
ونهاية آذار/مارس الماضي، برز في العاصمة دمشق تطور سياسي لافت من قبل معارضة النظام السوري في الداخل، عنوانه الأبرز المطالبة برحيل رأس النظام السوري “بشار الأسد”، وعدم اعترافها بالانتخابات المزمع إجراؤها ومشاركة “الأسد” فيها قريبًا.