أعلن عدد من المتطوعين في مدينة الرقة، عن البدء بتوزيع وجبات إفطار وسحور إلى العائلات الفقيرة مع بداية شهر رمضان، وذلك بسبب تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية.
ويعاني سكان الرقة من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية وارتفاع نسبة البطالة وعدم قدرة معظم العائلات التي تعيش في المدينة على تأمين قوت يومها، في ظل حظر التجوال الذي فرضته الإدارة الذاتية على المدينة بعد تفشي “جائحة كورونا”.
حيث عمد العاملين في مطبخ “الفردوس” على تأمين وجبات إفطار وسحور لعشرات العائلات في شهر رمضان، بالإضافة إلى قيامهم بإعداد وجبات غداء وعشاء في الأيام العادية.
وذكرت مصادر محلية، أن مطبخ “الفردوس” تم إنشاؤه في عام 2018 على يد عدد من المتطوعين الذين يعملون دون أجر، معتمدين على المساعدات التي تأتيهم من المغتربين خارج سوريا، بالإضافة إلى قيام عدد من التجار المحليين بالتبرع ببعض المواد الغذائية التي ساعدت المطبخ على تقديم وجبات الطعام لأكثر من 600 عائلة فقيرة داخل مدينة الرقة.
وأشارت المصادر إلى أن المطبخ يتألف من 19 متطوعة يعملن في إعداد وجبات الطعام، وعدد من المسؤولين والسائقين والموزعين الذين يعملون دون أجر منذ أكثر من 3 أعوام.
وفي حديث خاص مع منصة SY24، ذكرت السيدة “أم محمد” أنها تأتي إلى هذا المطبخ منذ 3 سنوات، للحصول على وجبة طعام لها ولعائلتها المؤلفة من 5 أشخاص.
وقالت السيدة إن “زوجي قتل على يد تنظيم داعش أثناء سيطرته على المدينة وبقيت مع عائلتي هنا، ولا نملك القدرة على تأمين قوت يومنا”.
وأوضحت أنها تحصل على ثلاث وجبات في الأسبوع من مطبخ الفردوس، وفي رمضان تستطيع الحصول على وجبتي إفطار وسحور يومياً، بالإضافة إلى ربطة خبز.
وأشارت إلى أن “المنظمات الدولية العاملة هنا لا تعيرنا أي اهتمام، بالإضافة إلى أن الإدارة الذاتية لا تقدم لنا أي مساعدات”.
وتشهد مدينة الرقة منذ عدة أيام حظراً للتجوال الذي فرضته الإدارة الذاتية المسيطرة على المنطقة، وذلك بغرض السيطرة على تفشي “جائحة كورونا”، التي انتشرت بشكل كبير بين الأهالي خلال الشهر الماضي.
في حين اتهمت بعض العائلات المنظمات الدولية العاملة في مدينة الرقة بالتقاعس عن تقديم أي معونات غذائية لهم، وذلك كون أغلب سكان المدينة يعيشون “بفقر مدقع”، بسبب عدم وجود فرص عمل جيدة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتخبط سعر الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.
وفي السياق، ذكرت مصادر محلية، أن “عمل مطبخ الفردوس لا يقتصر على تقديم وجبات الطعام إلى العائلات الفقيرة فحسب، بل تعدتها إلى تقديم ألبسة العيد للأطفال اليتامى، وكذلك تأمين بعض الادوية الضرورية التي لا يستطيع المرضى من هذه العائلات تأمينها”.
ويشار إلى أن عمل مطبخ “الفردوس” قد توقف في أكثر من مناسبة بسبب غياب الدعم المقدم له، الأمر الذي أدى إلى توقف عمل المطبخ وحرمان أكثر من 600 عائلة فقيرة في مدينة الرقة من وجبات الطعام التي تسد رمقهم.
بينما ناشد الأهالي المنظمات الدولية والمحلية لتقديم الدعم إلى المطابخ العاملة في مدينة الرقة ومساعدتها على تأمين المستلزمات الضرورية لضمان استمرار عملها في مساعدة العائلات الفقيرة في المدينة.