ذكرت مصادر محلية في مدينة الشدادي (60 كم جنوبي الحسكة)، أن لجنة الصحة التابعة لـ “الإدارة الذاتية” قامت بإتلاف كميات كبيرة من الأدوية بعد مصادرتها، وذلك أثناء جولات تفقدية أجرتها على عدد من الصيدليات داخل المدينة.
وأشارت المصادر إلى قيام لجنة الصحة في ناحية الشدادي بالتعاون مع قوات تابعة لـ “قسد”، بإتلاف هذه الأدوية في مكب النفايات خارج الشدادي بدعوى “انتهاء مدة صلاحيتها”.
وجاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مديرية الاستخبارات العراقية عن إحباطها لأكبر عملية تهريب أدوية قادمة من سوريا، وذلك بالقرب من معبر “ربيعة” البري بين مناطق سيطرة “قسد” وإقليم كردستان العراق.
حيث ذكرت المديرية في بيان رسمي، الإثنين، قيام عناصرها بمصادرة شاحنة مغلقة كانت قد دخلت العراق بطريقة “غير شرعية” وعثرت داخلها على كميات كبيرة من الأدوية “منتهية الصلاحية”.
وأضاف البيان، أن الشاحنة كانت محملة بعدد كبير من أدوية الضغط والسكر، وأدوية مخصصة لعلاج أمراض القلب وبعض أنواع المسكنات والمراهم، وقدرت المديرية عددها بأكثر من 50 ألف علبة.
وتشهد مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، نقصاً حاداً في الأدوية، وذلك بعد قيام قوات النظام السوري بإغلاق المعابر البرية ومنع دخول الأدوية إلى المنطقة.
في حين ذكر ناشطون، أن أسعار الأدوية قد ارتفعت بنسبة 30 بالمئة في الأشهر الماضية، مع فقدان عدد من الأصناف الضرورية في ظل تفشي جائحة “كورونا” في المنطقة.
وتحدثت السيدة “أم خالد” التي تقيم في مدينة الحسكة، عن معاناتها في الحصول على أدوية الضغط الضرورية لها، في ظل فقدانها من معظم الصيدليات.
وقالت السيدة في حديث خاص مع منصة SY24، إن “علبة الدواء التي كنت أشتريها بـ 5 آلاف ليرة، أصبحت تابع اليوم بـ 20 ألف ليرة، والحصول عليها أصبح أصعب بكثير من الحصول على المخدرات”.
وتابعت بالقول: “أحاول الحصول على الأدوية الضرورية عن طريق أقاربي القادمين من دمشق إلى الحسكة، فهناك الأدوية تباع بسعر أرخص ومازالت صالحة للاستعمال”.
وتعاني مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، من نقص حاد في الأدوية في ظل الانتشار الواسع لفيروس “كورونا”، الأمر الذي دفع العاملين في الهيئات الصحية إلى إطلاق “نداءات استغاثة” للمنظمات المحلية والدولية، من أجل مساعدتهم في تأمين الأدوية الضرورية بشكل عاجل.
يشار إلى أن الإدارة الذاتية (الجهة المدنية الحاكمة لشمال شرق سوريا)، فرضت حظراً كلياً للتجوال في جميع المناطق التي تسيطر عليها، ودعت الأهالي إلى اتخاذ إجراءات الحماية والتباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا، ما ضاعف من معاناة السكان في المنطقة.