هاجمت أسراب من الجراد الصحراوي المحاصيل الزراعية في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي بالقرب من الحدود السورية العراقية، الأمر الذي أثار حالة من الرعب والخوف لدى الفلاحين والمزارعين.
وقالت مصادر محلية، أن أسراباً من الجراد يقدر عددها بالآلاف اجتاحت المحاصيل الزراعية في بلدات الباغوز والشعفة وهجين في ريف ديرالزور الشرقي”.
وذكرت أن “الحشرات هاجمت المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها السكان المحليين في تأمين بعض احتياجاتهم اليومية، وتغذت بشكل رئيسي على شتلات البندورة والباذنجان والخضراوات التي تحمل أوراقاً خضراء”.
وأوضح المهندس الزراعي “حمود التركي”، في حديث خاص مع منصة SY24، أن “أسراب الجراد المهاجر استقرت بشكل رئيسي في مدينة هجين ودخلت في مرحلة التكاثر، الأمر الذي يهدد المحاصيل الزراعية في المنطقة”.
وأضاف أن “المحاصيل المتأخرة مثل القطن حديث الإنبات هي أكثر المحاصيل تضرراً، كون الجراد يقوم بقضم الأوراق والسنابل بالكامل، في ظل عدم قدرة الفلاحين على مقاومة هذه الآفة بسبب ضعف الإمكانيات لديهم”.
ولفت “التركي” إلى أن “محاصيل القمح والشعير تعرضت لأضرار كبيرة بسبب هجمات الجراد الصحراوي المتكررة عليها، الأمر الذي ينذر بخسائر كبيرة للفلاحين، إضافةً إلى الخسائر في محاصيل الخضراوات والقطن”.
وحذر مصدرنا من أن “موجات الجراد الصحراوي مازالت تتدفق إلى المنطقة بشكل مستمر منذ أيام”، مطالباً المنظمات الدولية والتحالف الدولي باستخدام “الطائرات لرش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية المناسبة لها”.
وفي السياق، أعلن المجلس التنفيذي في المنطقة الشرقية التابع للإدارة الذاتية (الجهة المدنية الحاكمة لشمال شرق سوريا)، عن البدء في حملة مكافحة الجراد الصحراوي في مدينة “هجين”.
حيث بين الناشط المدني “عدنان المحمد”، أن “مجلس ديرالزور المدني قام بتسليم الفلاحين في مدينة هجين كميات كبيرة من الأدوية والمبيدات الحشرية اللازمة لمكافحة آفة الجراد الصحراوي”.
وأضاف أن “الفلاحين بدأوا برش المبيدات الحشرية على محاصيلهم الزراعية بحضور عدد من المهندسين الزراعيين التابعين لمجلس ديرالزور المدني وتحت إشرافهم”.
وتعتبر آفة “الجراد الصحراوي” من أكثر الآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية، كون هذه الحشرات تنتقل بسرعة عالية وبأعداد كبيرة وتستطيع التكاثر سريعاً في ظروف مناخية قاسية.
وتحتوي أسراب الجراد على أكثر من “مليون جرادة” في بعض الأحيان، وهي قادرة على استهلاك طعام يكفي لأكثر من 35 ألف شخص في غضون يوم واحد، مما ينذر بمجاعة كبيرة في حال عدم السيطرة عليها.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (FAO )، قد حذرت في تقاريرها هذا العام، من أسراب “الجراد” القادمة من دول شرق أفريقيا ودول البحر الأحمر، والتي تهدد المحاصيل الزراعية في أكثر من 70 دولة في المنطقة.