أكد مصدر حقوقي معارض أن روسيا تستخدم رأس النظام السوري “بشار الأسد” كوروقة ضغط بيدها على الاتحاد الأوروبي في ملفات عدة أهمها أوكرانيا والقرم، ومن أجل ذلك تعمل على الإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة بنفسها من دون أن يكون أي دور لإيران فيها أيضا.
في حين أكد مصدر مختص بالشأن الروسي أن روسيا هي البلد الوحيد من بلدان العالم، إذا استثنينا إيران داعمة النظام الأخرى التي تؤيد تنظيم انتخابات رئاسية بمشاركة “الأسد”.
كلام مصادرنا جاءت تعليقا على الاتصال الذي جرى خلال الساعات الماضية بين “الأسد” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، والذي تركز حول تقديم “الأسد” تقريرا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي السياق ذاته أعلن “الكرملين” في بيان وحسب وسائل إعلام روسية، أن رأس النظام السوري أطلَع “بوتين” على سير الانتخابات الرئاسية والاستعدادات اللازمة لخوضها وتفاصيل أخرى تتعلق بها.
وأشار البيان إلى أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في سوريا، مع تركيز الاهتمام على تعزيز عملية السلام بين الأطراف السورية في إطار اللجنة الدستورية.
في حين لم تذكر وسائل الإعلام التابعة للنظام أن رأس النظام “بشار الأسد” أطلع “بوتين” على سير الانتخابات، واكتفت بالإشارة إلى أن “الأسد” شكر “بوتين” على المساعدات الإنسانية التي تقدمها روسيا للشعب السوري لمساعدته على تجاوز آثار الحصار الجائر المفروض عليه، وفق زعمها.
وادعت مصادر إعلام النظام أن “الأسد” ناقش مع “بوتين” عددا من المواضيع ذات الشأن السياسي ومنها عمل لجنة مناقشة الدستور والضغوط الغربية التي تمارس عليها من أجل حرفها عن مسارها، وفق تعبيرها.
من جهته قال مصدرنا الحقوقي إن “الأسد أطلَع بوتين على سير الانتخابات الرئاسية لأن قرار إجراء الانتخابات كان من قبل الروس ردا على الهجمة الغربية والموقف التركي من قضية أوكرانيا والتصعيد الحاصل من روسيا تجاه هذا الملف، فمن الطبيعي أن يكون التنسيق عالي بينهما”.
وأشار إلى أن “روسيا استبعدت إيران من التدخل في انتخابات الأسد لكي لا يتحول بشار إلى ورقة مساومة بيد إيران في مفاوضاتها حول الملف النووي، أي أن إيران كانت مستعدة لأن تبيع بشار الأسد في مفاوضاتها”.
وتابع قائلا ” لكن الروس أخروا البازار لكي يكون ورقتهم في أي مفاوضات حول القرم وأوكرانيا، أي ورقة مساومة في وجه المعسكر الأوروبي”.
أما الخبير بالشأن الروسي “سامر الياس” فقال لمنصة SY24، إن “روسيا لا ترغب بانتظار نتاائج لعمل اللجنة الدستورية كونها كانت فصلت بين عمل اللجنة الدستورية وتنظيم الانتخابات في سوريا”.
وأضاف أنه “يمكن الحديث أن تنظيم الانتخابات يجب أن لا يعطل على سبيل المثال تحقيق ولو تقدم محدود في أعمال الجلسة السادسة من اللجنة الدستورية، وهذا ما تحدث عنه وزير الخارجية الروسي، الشهر الماضي، عندما قال إن جلسة سوف تعقد قبل شهر رمضان وأن تقدما يمكن أن يحرز فيها”.
وأشار إلى أن “موسكو معنية بمساعدة النظام ومنع انهياره اقتصاديا في الفترة القريبة المقبلة حتى لا تخسر استثماراتها في سوريا”.
وفي 19 نيسان/أبريل الجاري، دعا برلمان النظام السوري أو ما يسمى “مجلس الشعب”، الراغبين بالترشح للانتخابات الرئاسية تقديم أوراقهم للمحكمة الدستورية العليا، الأمر الذي وُصف بأنه “مسرحية ومهزلة”، في ظل رفض دولي وغربي واسع للانتخابات التي تُجرى وسط تجاهل واضح من رأس النظام وحكومته للأزمات المعيشية والاقتصادية والحية التي تتفاقم يوما بعد يوم.