وجه عضو برلمان النظام السوري، المدعو “خالد العبود” بأصابع الاتهام إلى أجهزة استخبارات إقليمية ودولية بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والفلتان الأمني الحاصل في الجنوب السوري، متجاهلا أي دور للميليشيات الإيرانية والقوات الداعمة لروسيا والنظام السوري فيما يجري هناك.
وذكر “العبود” في منشور على حسابه في “فيسبوك”، حسب ما رصدت منصة SY24، أن منطقة الجنوب السوري “ما زالت محكومة بالفوضى، لكنّها فوضى بأدوات ومعايير مختلفة عمّا كانت عليه في مراحل سابقة”.
وادعى أنه بعد دخول قوات النظام إلى مساحات واسعة من هذه الجغرافيا “تنشط خلايا استُعملت من قبل أجهزة استخبارات إقليميّة ودوليّة، من أجل تنظيف مسرح الأحداث، وسحب كلّ ما لديها من بصمات أصابع وعيون وحضور ومرور ونفوذ”.
وزعم أيضا أن “الاستخبارات التي تورّطت في فوضى الجنوب، ومنها الإسرائيليّة والأردنيّة، تحاول التخلّص من كلّ أدواتها التي استعملتها في هذه الفوضى، من خلال القضاء عليها، بعمليات اغتيال تتصاعد شيئاً فشيئاً، وجهاراً نهاراً”.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة عمليات تسوية للأشخاص الذين كانوا يتبعون للمعارضة السورية، برعاية ووساطة روسيّة “بالعفو عنهم، من أجل إعادة انخراطهم في مجتمعاتهم، كمواطنين طبيعيين، تعمل الاستخبارات الإسرائيليّة والأردنيّة، على التخلّص منهم، من خلال سيناروهات جهنميّة، لم يستطع أبناؤنا وأهلنا، في هذه المناطق، أن يستوعبوها”.
وزعم أن المنطقة تتعرض لـ “عمل استخباراتي خطير وغاشم تُستعمل فيه العناصر ذاتها التي كانت جزء من الفوضى خلال المراحل الماضية، وممّن تورّطت في العدوان على مؤسسات الدولة والمجتمع”.
وادعى أيضا أن “ما يحصل في هذه المناطق، خاصة خلال هذه الأيّام، من عمليات تصفيةٍ وقتلٍ واغتيالٍ غير مفهومةٍ، لكثيرٍ من أبناء المنطقة، إنّما هو عملٌ مرتّبٌ ودقيقٌ، يُدار من قبل غرفٍ سوداء معروفة جيّداً، تورّطت في الماضي باستعمال بعض أبناء المنطقة، لإسقاط الدولة، من خلال العمل على انهيار مؤسساتها، وإسقاط نظامها الوطنيّ فيها”.
وختم حديثه قائلا: إن “هذه الغُرف السوداء، تعمل اليوم على التخلّص ممّن بقي من هؤلاء الذين استُعملوا في سبيل إسقاط الدولة، بعمليات اغتيالات بينيّة، وشبه يوميّة، بفضل عناصر جُنّدتْ من أجل هذه الغاية بالضبط، إلى جانب العمل على تسويق روايات تتّهم بعض أبناء الحمايل المعروفة في المحافظة، بغية دب الفوضى والاقتتال بين الأهالي، أو تتّهم الدولة، بغية النيل من علاقة الأهالي بمؤسسات الدولة”.
وتعليقا على ذلك ردّ الخبير الاستراتيجي “إسماعيل أيوب” المقيم في الأردن في حديثه لمنصة SY24، إنه “على ما يبدو فإن (العبود) لا يفقه لا في علم السياسة ولا في علم الاجتماع، فالمنطقة الجنوبية محكومة من قبل قوات النظام والروس منذ يوليو 2018، وإذا كان نظامه يعرف أن هناك استخبارات إسرائيلية وأردنية فلماذا لا يلقون القبض على أذرع تلك المخابرات وفق ما يدعي”.
وأضاف أن “ما يحصل في الجنوب السوري هو عمليات قتل منظمة وهناك خطط منهجية وضعها النظام والإيرانيون وحزب الله وربما الروس معهم للتخلص من كل من حمل السلاح ضد قوات النظام، وهذه القوات لا تستطيع استخدام القوة الخشنة بسبب الوعود التي قطعتها روسيا لأمريكا وإسرائيل ودول الجوار بأن تبقى هذه المنطقة هادئة أمنيا، ولذلك روسيا لا تسمح للنظام بذلك”.
وتابع “لكنّ قوات النظام تتبع القوة الناعمة وهي عمليات الاغتيال والخطف والتفخيخ والاعتقالات، ولدينا شهريا كمعدل وسطي في درعا 30 أو 40 عملية اغتيال، وكل العمليات تحمل بصمات أجهزة المخابرات وأذرع إيران في المنطقة”.
وحذّر من أن “جميع الذين حملوا السلاح وكانوا معارضين للنظام موضوعين على أجندة الاغتيالات، وبما أنه غير مسموح للنظام بأن يقوم بعمليات قتل جماعية فقد وضع تلك الخطة وربما روسيا تغض الطرف عنها، وعلى هؤلاء المعارضين أن يعوا ذلك”.
وختم أن “ادعاء العبود هو إدعاء فاسد وباطل ولا أساس له من الصحة، والجميع يعلم أنه في الجنوب حاليا ميليشيات إيرانية كبيرة جدا تتغلغل بلباس أجهزة النظام السوري، ولكنهم لا يستطيعون القيام بعمليات قتل جماعية لأن ذلك يزعج الروس وهذه حقيقة يجب أن يعيها جميع سكان المنطقة”.
وتتصدر عمليات الاغتيال واجهة الأحداث اليومية في محافظة درعا، منذ سيطرة النظام وروسيا عليها منتصف عام 2018، والتي قُتل على إثرها المئات من عناصر الفصائل سابقاً.
وتؤكد العديد من المصادر، أن محافظة درعا عمومًا وريفها الغربي خصوصاً يشهد عمليات اغتيالات ومحاولات خطف بشكل يومي، استهدفت جميعها عناصر وقيادات في المعارضة سابقًا، إضافة إلى عناصر من قوات النظام والأفرع الأمنية والمقربين من ميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
ونهاية 2020، اعترف وزير داخلية النظام السوري “محمد رحمون”، باستمرار انتشار الجريمة في مناطق سيطرة النظام رغم كل الادعاءات السابقة بأن الأمور الأمنية تحت السيطرة، مضيفا أن الوضع الأمني في درعا قيد المعالجة.
وزعم أيضاً أن الوضع الأمني في درعا قيد المعالجة وقوى الأمن تقوم بواجبها، كما أن دوريات الشرطة منتشرة على مدار الساعة على أوتوستراد درعا – دمشق، مؤكداً أنه تم إلقاء القبض على الخاطفين الذين كانوا يقومون بعمليات خطف وس